سامى اليوسف
لا يوجد فريق في عالم كرة القدم لا يخسر، وكذلك لا يوجد فريق يفوز دوماً، بل إن القاعدة الكروية تقول: قد لا يفوز الأفضل.
الهلال النادي الكبير في كل شيء: تاريخه، وألقابه، ونجومه، وجماهيره كان، وما زال حامل لواء الكرة السعودية في المحافل العربية والآسيوية إلى حد استحقاقه لقب الزعيم.
خسر بالأمس فرصة الوصول الثاني على التوالي لنهائي دوري آسيا، وتحقيق لقبه الآسيوي السابع، لكن قبلها اختتم موسمه الفائت بلقب غال، وافتتح موسمه الحالي بـ»سوبر لندن» وكلا اللقبين من أمام منافسه التقليدي النصر، وما زال أمامه ثلاثة ألقاب محلية يتصدر أهمها حالياً.
يحق للهلاليين أن يغضبوا، ويحزنوا، فالطموح لديهم كبير، والهمة عالية، والملف الآسيوي كمشروع يحتاج إلى جلسة تقييم عملية بناءة من قبل الإدارة لا مجال فيها للمجاملة على حساب مصلحة الهلال خاصة بعد مراحل التخطيط، والتنفيذ، والمتابعة.
هذا الملف بات أشبه بالقضية الشائكة، أو المستعصية .. لا بد من دراسة أسباب الإخفاق السنوي فيه.
=الأهم من هذا كله، أن يحافظ الهلاليون إدارةً وجمهوراً على المكتسبات التي تحققت منذ أن بدأ الرئيس الجديد الأمير نواف بن سعد مهمته عقب مرحلة انتقالية ترأسها «المحترم» محمد الحميداني، والتي يأتي من أبرزها:
=- حالة الهدوء والاستقرار الإداري والفني على صعيد الفريق الكروي الأول، والتي وفرها اقتراب الرئيس من مكونات الفريق، وأموره، وعمله بصمت وتركيز، وحرصه على توفير أقصى درجات الانضباط بين اللاعبين، وعدم انسياقه خلف حروب الاستنزاف التي كانت تمارسها الصحافة والبرامج الصفراء ضد الفريق ولاعبيه، وقطعه دابر التسربيات التي كانت تضر مصلحة الفريق وتشوش على عمل أجهزته الفنية والإدارية.
- توفير مناخ العمل الصحي للجهاز الفني بقيادة المدرب دونيس، ومنحه كافة الصلاحيات من دون تدخلات، ودعمه إيجابياً إعلامياً وجماهيرياً الأمر الذي أتاح للمدرب ومساعديه تركيزاً أكبر، ونتائج أفضل.
- مطالبة الإدارة وحرص الرئيس على فرض الانضباط حتى في تصريحات اللاعبين، ووجودهم في مواقع التواصل الاجتماعي، ولعل ابتعاد الرئيس عن «تويتر» ومناكفاته كان من أبرز المكتسبات التي تسجل لمسيرة إدارة النادي في الفترة الماضية لما لذلك من تأثير إيجابي على محيط العمل الإداري، فقد تصدى ذلك لمحاولات جر الفريق ولاعبيه إلى ساحات حروب بالوكالة كان يصيغ «سيناريو» تفاصيلها الكارهون للهلال ونجاحاته.
- دعم الفئات السنية، ومنح الصلاحيات، وتعدد الأدوار لرجال الهلال المخلصين، وكأن الرئيس أعاد الهلال لأبنائه، وزاد على ذلك بتنميته لأواصر العلاقة بين الهلال ولاعبيه القدامى من خلال زيارات، وتواصل اجتماعي يحسب للإدارة.
- حتى على مستوى العلاقة بين الإدارة والجماهير ارتفع مستوى التناغم والتواصل، فالرئيس يشدد دوماً على أهمية رأي، ووجوده ، ودور المشجع الهلالي، ونسبة تذاكره في المباريات، ويزيد على ذلك بزيارات اجتماعية تأخذ طابعاً إنسانياً يعزِّز مثل هذه العلاقة، ومبادرات تستحق الثناء كما فعل مع المشجع الذي تعرضت سيارته لحريق، والمشجع الذي تعرض لحادث مروري.
- مراجعة الإدارة لبعض العقود المهمة وجدواها كان له صدى كبير لدى كافة الهلاليين على مختلف فئاتهم.
تطوير المكاسب
ما ذكرته آنفاً هو قليل من كثير، ويقع على إدارة الهلال أن تطور مكتسبات المرحلة الماضية للمواصلة على ذات النسق نحو تحقيق المزيد من الألقاب في الاستحقاقات المحلية، وهذا يتطلب عنصراً مهماً يتلخص في الجرأة.. الجرأة في فرض النظام، والجرأة في الجلوس مع المدرب ونقاشه في أمور فنية لم يعد تطبيقها على أرض الميدان ذا نفع أو مردود فني إيجابي، والجرأة في التغيير العناصري بشكل تدريجي لا يعكر صفو استقرار الفريق بقرارت مربكة تفقده التوازن.
هنالك نوعية من اللاعبين لن تتطور، وأخرى لم تستفد من الفرص التي أتيحت لها، وثالثة انتهت فنياً وبات وجودها أشبه بـ» البطالة المقنعة» الإبقاء عليها يجلب الضرر.. ولهذه النوعية ومثلها خُلق مبدأ الثواب والعقاب، والاحتراف.. فالهلال لم ولن يتوقف على نجم بعينه، فما بالكم بلاعب منتهي، أو عادي.. ومن لا يحترم الهلال ونعمته فإنه لا يستحق ارتداء قميصه.
الأمر الآخر، اللاعب السعودي «إلا ما ندر» يخاف ولا يحترم إدارته، وهذه الخلاصة جاءت بعد سلسلة من التجارب، والشواهد، والقصص.. فالإداري المثالي أو الضعيف، أو المسير يكون محط تندر اللاعبين خاصة النجوم.. ويصبح أشبه بالجدار القصير، وليس من العقلانية أو المنطقية في شيء أن يمارس الرئيس أو نائبه ادوار ادارة الفريق في كل مناسبة.
المحترف السعودي لكي يلتزم لا بد من توفر أمرين مهمين لا ثالث لهما: الإداري الصارم، والعقوبة المالية.
جمهور يدرك واجبه
شكراً جمهور الهلال الوفي
أنتم السند بعد الله دوماً لناديكم
بذلتم الغالي والنفيس من أجل هلالكم
شكراً لجهودكم وتضحياتكم ودعمكم
أخيراً ،،،
البطل ينهض سريعاً