سعد الدوسري
اختارت دولة «سانت لوسيا» السيدة هلا بنت وليد الجفالي، قنصلاً فخرياً لها في مدينة جدة كأول سعودية تتقلد منصب القنصل الفخري بالمملكة. وباشرت القنصل الفخري الجفالي العمل في مكتبها مطلع شهر نوفمبر الجاري، بعد حصولها على موافقة الجهات الرسمية السعودية. وتأتي مثل هذه الاختيارات لتؤكد أن دول العالم تنظر للمرأة السعودية نظرة احترام، بناءً على التميز الذي حققته في كافة المجالات العلمية والطبية والاقتصادية والثقافية والإبداعية.
إنَّ تقزيمنا لدور المرأة في المشاركة الاجتماعية، وربطنا إياها في المقاعد الخلفية والخفية، يدل على أننا نعاني من مشكلة حضارية لا علاقة لها بالدين، لا من قريب ولا من بعيد. هناك تسلط قمعي ذكوري، يرى في حضور المرأة تهديداً مباشراً له. والدليل على ذلك أن معظم المتسلطين يتعايشون مع المرأة في كل المجتمعات الأخرى، ويتباهون بحضاريتهم أمام رجال ونساء تلك المجتمعات، لكنهم بمجرد عودتهم لمجتمعهم، ينقلبون رأساً على عقب، ويعودون لمحاربة كل إنجاز نسوي، ولاعتباره من المحرمات، وكأن الحلال والحرام سلعةٌ لأسواقهم.
إن اختيار هلا ليس الأول، ولن يكون الأخير، ولقد تعمدت ألّا أستشهد باختيار أمريكي أو أوروبي، لكيلا يقول المتسلطون:
- هذه أمريكا وأوروبا، وما أدراك ما أمريكا وأوروبا. الخراب كل الخراب منها.
على الرغم من إن حياتهم كلها لا تستقيم إلا بالمنجزات العلمية لرجال ونساء أمريكا وأوروبا. ولولاها، بعد الله، لما تمكنوا من العيش ومن الحصول على العلاج والأدوية.