جاسر عبدالعزيز الجاسر
التقييم الذي أعلنه الأستاذ عادل الجبير وزير الخارجية بأن التقارب العربي - اللاتيني يزيد من عزلة إيران تقييمٌ يشاركه فيه جميع المحللين والباحثين السياسيين، حتى الذين يتعاملون مع نظام ملالي إيران؛ فمنذ ظهور هذا النظام بعد انقلاب خميني استشعرت الدول أن هذا النظام هدفه زعزعة الاستقرار في الدول الأخرى؛ فإضافة إلى الدول العربية التي تعاني معاناة شديدة من تدخلات النظام، وبسط نفوذه الطائفي في عدد من الدول، أيضاً عانت دول أمريكا اللاتينية التي شهدت أراضيها عدداً من الأعمال الإرهابية، كان أعوان نظام ملالي إيران وراءها، مثل الذي حدث في الأرجنتين وبعض الدول الأخرى. ولا تزال بعض هذه الأعمال تُبحث من قِبل لجان التحقيق. وهذا السلوك امتد أيضاً إلى دول أخرى. كما أن هذا النظام انتهك سيادة دول أمريكا اللاتينية بإقامة بؤر إرهابية، من خلال تعامل عملائه مع عناصر الجريمة والخارجين على القانون، مثلما أظهرته التحقيقات عن دور الشبكات الإرهابية التي أقامها نظام طهران في تلك الدول للتدريب وإرسال عناصرها لتنفيذ عمليات إجرامية إرهابية في دول أخرى، كالجريمة التي رتب لها ونظمها النظام لاغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة الأمريكية قبل عامين الأستاذ عادل الجبير. وكيف انتهك النظام الإيراني سيادة دول مجاورة لأمريكا لتجنيد مجرمين ومهربي مخدرات لاستعمالهم في تنفيذ عملياته الإجرامية؟ أيضاً عانت الكثير من الدول الأخرى، منها الآسيوية والإفريقية والأوروبية، من انتهاكات صارخة لعملاء النظام، كما حصل في تايلاند والمجر والسنغال وإسبانيا وفرنسا.. كل هذه الأعمال جعلت الدول تتوجس من أعمال النظام الإيراني، وتراقب أعمال سفاراته التي يعتبرونها أوكاراً للجواسيس. وقد لاحظ الباحثون أن سفراء نظام ملالي إيران - وبخاصة بالدول العربية والإفريقية (سفراء النظام في بغداد وبيروت ودمشق واليمن والبحرين، وقبل ذلك القائم بالأعمال الإيراني المسؤول عن المصالح الإيرانية في مصر) - جميعهم جاؤوا من الحرس الثوري الإيراني، وبالتحديد من فيلق القدس المتخصص بتنفيذ الأعمال الإرهابية خارج إيران، ويعاونهم أطقم مخابراتية، يعملون على تجنيد العملاء وتدريبهم لتنفيذ الأعمال الإرهابية، وإقامة معسكرات التدريب في العراق ولبنان، وإرسال الإرهابيين للدول المجاورة، وهو ما عانت منه البحرين والكويت واليمن وعدد من الدول الإفريقية؛ ولذلك فلا غرابة أن يشهالنظام الإيراني عزلة دولياً، بعد أن تخلى عن التعامل معه الجميع، بعد أن اكتشفوا أن كثيراً من المشاكل تحصل في بلدانهم بسبب عبث وتجاوز ممثلي إيران الذين يعانون من عزلة ومقاطعة في الدول التي يوجَدون فيها.