جاسر عبدالعزيز الجاسر
أن يتقارب الإعلان عن اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز كأحد أبرز الشخصيات المؤثرة عالمياً والأقوى عربياً، وفق رصد علمي زرين موثوق من قبل المجلة الأكثر دقة في العالم سياسياً مجلة فوربس العالمية، ويأتي هذا الاختيار متقارباً مع عقد مؤتمر القمة العربية اللاتينية الذي تستضيفه العاصمة الرياض اليوم، إذ توافد على بيت العرب الرياض واحد وعشرون قائداً عربياً وثلاثة عشر من قادة أمريكا اللاتينية.
والعلاقة العربية بدول أمريكا اللاتينية علاقة ضرورية لكلا الطرفين العرب منهم واللاتين، فدول أمريكا اللاتينية لا تشكل إضافة سياسية وإستراتيجية للمجموعة العربية بل تشكل قوة اقتصادية إضافية، فهذه المجموعة ورغم قلة عدد دولها التي لا تزيد على 13 دولة، تساهم مساهمة فعالة في صياغة نظام عالمي جديد يؤمن للدول النامية لعب دورها المستحق في إعادة رسم هيكلية عالمية جديدة ومؤسسات دولية عصرية، تعكس التغير الذي طرأ ولا يزال يتفاعل لمصلحة الدول النامية الذي أدى وسيؤدي إلى تحريك مراكز القوى العالمية الذي احتكرته القوى التي قادت الحرب العالمية الثانية.
تحرك دول أمريكا اللاتينية الذي تقوده البرازيل والأرجنتين أبرز حضوراً دولياً لهذه الكتلة القليلة العدد الكبيرة التأثير، فقد قادت البرازيل إلى جنب الهند والصين تحركاً دولياً سياسياً واقتصادياً من أجل ضمان حضور مؤثر للدول النامية، وتحاول البرازيل بالتعاون مع الهند واليابان إصلاح مجلس الأمن الدولي الذي تسيطر عليه قلة من الدول، رغم تغير ميزان القوى الدولية، مما يجعل المؤسسات الدولية ومنها مجلس الأمن الدولي غير مواكب للتطورات التي ظهرت في النظام العالمي الجديد.
هذه الكتلة النشطة كان يجب أن يوثق العرب مع دولها علاقات مثمرة لتحقيق مصالح دولها التي تشكل كتلة دولية تصل إلى 36 دولة، وجميعها من الدول النامية، وبعضها تصنف من الدول النامية الأكثر تقدماً، خاصة البرازيل والأرجنتين، بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية.
وحسب ما تبثه مراكز المعلومات التي أعادت مؤشرات البحث «تويتر» و»جوجل» التذكير بها، فإن فكرة عقد القمة العربية اللاتينية قد طرحت من قبل الرئيس البرازيلي داسيلفا الذي وصل إلى سدة الحكم في البرازيل عام 2003م، وأثناء زيارته إلى الشرق الأوسط في ديسمبر من العام نفسه، حيث زار خمس دول في المنطقة وطرح خلال جولته فكرة تشكيل هذه القمة بين دول أميركا اللاتينية والدول العربية.
وباتت القمة العربية مع أميركا الجنوبية تعقد كل ثلاث سنوات، وتعد قمة الرياض هي القمة الرابعة، حيث عقدت الأولى في برازيليا في 10 إلى 11 مايو 2005، والثانية في العاصمة القطرية الدوحة 31 مارس 2009، والثالثة في بيرو 2 أكتوبر 2012، التي اتسمت بأنها أول قمة تُعقد بين ممثلي الدول العربية ودول القارة الأميركية الجنوبية في أعقاب ثورات الربيع العربي.
وستناقش القمة المقبلة موضوعات ذات صلة بتعزيز التعاون بين الجانبين وبحث قضايا إقليمية ودولية مثل: القضية الفلسطينية ورفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، الإرهاب، إنشاء قوة عسكرية عربية، الوضع في سورية، الوضع في ليبيا، الوضع في اليمن، تطورات المؤتمر التاسع لمراجعة معاهدة عدم الانتشار النووي، الدورة العشرون لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ والمقدمة من جانب بيرو.
وانعقاد القمة الرابعة في الرياض بعد أكثر من عشرة أعوام على إنشاء هذا المحفل الدولي، يتوقع المشاركون من قادة الدول والمحللين السياسيين أن تسهم رئاسة وإدارة خادم الحرمين الشريفين لهذا التجمع المهم في صياغة العديد من القرارات التي ستزيد من إسهام الدول النامية في صياغة القرارات الدولية.