د.دلال بنت مخلد الحربي
إذا كان العمل بدافع من حب الخير ورغبة في إشراك الآخر في خدمة مجتمعة مع منفعة له، وإذا كان العمل من أجل إشاعة مفاهيم خيرة للمجتمع منها النهوض به ورفع درجاته فانه( أي ذاك العمل ) يفرض نفسه ويعم خيره بحيث إن الإنسان لا يستطيع إلا أن يبدي له الإجلال والاحترام.
هذا كان شعوري وحالي وأنا في مقر نماء المدينة وهي جهة غير ربحية تأسست كمشروع تنموي وقفي في عام 1435 هجري بجهود موفقة من إمير منطقة المدينة المنورة سمو الأمير فيصل بن سلمان وبمساندة من البنك الإسلامي للتنمية وبدعم من شخصيات أخرى.
المشاريع من هذا النمط كثيرة في أنحاء العالم وتحظى باهتمام كبير في العالم الغربي وان كانت من موروثنا الاجتماعي منذ أن نشأ الاسلام الذي يدعو الى فعل الخير ونشره بين أفراد المجتمع من خلال أعمال الوقف التي نعرف جميعا كيف كان لها دور كبير في تشيد الحضارة العربية الإسلامية.
في موقع نماء المنورة وبدعوة كريمة من مسؤوليها اطلعت على أعمالها ومشاريعها التي نفذت وخططها المستقبلية التي تهدف بمجملها إلى توفير فرص عمل لإعداد كبيرة من شباب وشابات المدينة كما تدعم بيئة قطاع المنشآت المتوسطة والصغيرة، كما تتبنى نماء عدد من المبادرات والمشاريع منها مشروع: «صنع المدينة» الذي يعنى بتقديم منتجات محلية مما كان ينتشر في المدينة المنورة في القديم ثم أهمل وزور بعضه في التصنيع في دول أخرى، وكذلك صنع سجاد مدني بألوان سجاد الروضة الشريفة وسجاد المسجد النبوي، وأيضاً حلي فضيع مطلية بالذهب، ومجسمات من بيئة ومعالم المدينة وغير ذلك مما تهفو إليه قلوب زوار المدينة ثم يقتنونها بحمل شيء يرتبط بالمدينة عندما يعودون إلى بلادهم مما يذكرهم بايامهم السعيدة التي قضوها في رحاب مدينة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام.
ومن نشاط نماء المنورة مشروع : معامل المنورة للإبداع الذي خصص للحرفيات ورائدات الأعمال وفيه أكاديمية للتصنيع بهدف الارتقاء بمستوى وجودة الحرف المدينية لمستوى عال.
إضافة إلى ماسبق هناك عدد من المبادرات مثل: مركز خدمة المنورة وحدائق المنورة الصناعية وواحات المدينة...
أختم بالقول:
هذا نموذج من العمل نتمنى أن ينتشر على نطاق واسع في المملكة بحيث يستفاد منه في إعادة الصناعات اليدوية القديمة وتوفير فرص عمل للشباب والشابات وأيضاً توفير مصنوعات محلية يمكن للزائر الأجنبي أن يقتنيها كنموذج لصناعات وحرف كانت قائمة في أرجاء المملكة.