د.دلال بنت مخلد الحربي
في ظل الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية وازدياد وتيرة العنف والتمزق وتلاحق هذه الأحداث بطريقة لا تمكن الإنسان من التفكير لصعوبة تتبعها وحصرها ، ترتفع حدة الاندفاع الإسرائيلي للاستفادة من هذه الظروف والأحداث لتحقيق حلم الدولة الكبرى والقضاء على كل أمل للفلسطينيين والعرب في قيام دولة فلسطينية مستقلة وهو الحد الأدنى لما يفكر فيه العرب اليوم بعد أن كان التأكيد على تحرير فلسطين بأكملها وإعادتها الى محيطها العربي كاملة..
ومن أهم أشكال الاندفاع الإسرائيلي لاستغلال ظروف المنطقة واضطراباتها التي نتج عنها ترهل قواها جميعها، أنها شرعت فعليا في عملية سلب الأقصى وتحويله من مقدس إسلامي باعتباره ثالث الحرمين الشريفين وأول القبلتين ومسرى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، إلى معبد مشترك يتاح فيه لليهود تأدية شعائرهم الدينية بادعاء أن مكانه هو مكان هيكل سليمان الذي تنوي الدولة العبرية إعادته على أنقاض الأقصى،
والمؤسف أننا نشهد من خلال القنوات الإعلامية كيف تتعامل الدولة العنصرية بوحشية وقسوة مع المصلين الذين يؤدون شعائرهم الدينية في هذا المسجد الذي هو ملك للمسلمين منذ تأسيسه.
ورغم كل ما تقوم به إسرائيل إلا أن أحداث المنطقة جعلت من ردود الفعل العربية والإسلامية ضعيفة غير مؤثرة وهو
ما سيدفع اسرائيل إلى خطوات أبعد وأشمل لاتقتصر على الاستيلاء على الأقصى ولكن على تجريد الفلسطينين من كافة حقوقهم على أرضهم وهذا أمر واضح من خلال إسراع اسرائيل في الفترة الراهنة في بناء المستعمرات في كل مكان لتطويق المدن العربية واستخدام كل الوسائل البوليسية لقمع أي صوت احتجاجي وهذا كله متوقع بل سيكون هناك مأهولة أقسى وأشد لأن كل ماكان تتمناه إسرائيل قد تحقق بدعم من العالم الغربي من خلال هذا الدمار الذي يحدث اليوم في منطقتنا العربية وليس بمستغرب أن يكون كل هذا حصل ويحصل لتعيش إسرائيل في أمان نتيجة الضعف والوهن الشديد الذي أصاب العالم العربي.