د.دلال بنت مخلد الحربي
كتبتُ قبل أسبوعين عن هجر اللغة العربية وما تعانيه لغة القرآن من عقوق أبنائها، وأجدني مدفوعة مرة أخرى للكتابة حول الموضوع؛ نظرا لاتساع الشق واستفحال ازدراء العربية في موطنها الأصلي، وهذا يتضح يوميا في صور كثيرة تدفع إلى الخوف وإلى الاشمئزاز مما تلاقيه العربية من أبنائها.
ففي المستشفيات نجد في الكثير من الأحيان الإنجليزية هي وسيلة الاتصال كتابة وحديثا، وفي هذا عدم مراعاة لنظام الدولة الذي ينص على أن العربية هي لغة البلد وما يستوجبه ذلك من استخدامها في كل مرافق الحياة بما فيها المستشفيات.
وفي الجامعات هناك جامعات تصر على ان تكون المؤتمرات والندوات فيها بالإنجليزية وان تكون لغة المؤتمر (الإنجليزية) حتى وان كان الحضور يتحدثون العربية فعلى الجميع الحديث بالإنجليزية من أجل المتبقي، في حين ان العكس هو الذي يجب ان يكون فالواحد بالمئة يمكن ان يتعرف على ما يدور من خلال الترجمة من العربية إلى الإنجليزية أو أي لغة اخرى.. والأمر الآخر كيف تكون لغة المؤتمر الإنجليزية في بلد هي ليست لغته الرسمية!!
والأمر كذلك في الاجتماعات التي أصبحت تدار بالإنجليزية في حال حضور خبير أجنبي أو غيره، إِذْ يتبارى الحضور في إبراز مهارتهم بالحديث باللغة الإنجليزية.
ثم هناك الإفراط من قبل بعض منسوبي الثقافة في استخدام الألفاظ والكلمات الأجنبية بحيث تضيع العربية في خضم المفردات الأجنبية.. ثم هناك الشركات والمؤسسات التي بدأت تلجأ إلى أسماء أجنبية وكتابتها بالحروف العربية وكأنما العربية لا توجد فيها مسميات يمكن ان تستخدم.
ثم هناك الطامة الكبرى وهو الإصرار على استخدام العربية والإنجليزية في اللوحات الخاصة بالمحلات والمؤسسات، فنجد العربية وبجانبها الإنجليزية على نحو متساو.
كل هذا يدلل على عدم احترام لغة القرآن وانسياق نحو تجاهلها، وهو من وجهة نظري يعبر عن نقص في من يقومون بهذا الأمر.
إن ما نخشاه ان نجد أنفسنا بعد عقد من الزمن قد فقدنا لغتنا لصالح لغة أجنبية هي اللغة الإنجليزية، فهل تسارع الهيئات والمؤسسات العلمية والثقافية والإعلامية للحد من هذا الخطر وإعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي أي العربية أولاً وأولاً وأولاً.