جاسر عبدالعزيز الجاسر
ما لها إلا رجالها، ورجل المملكة هو سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الذي لم يحل أزمة رياضة افتعلها من يسعون إلى نصر زائف، بل أنقذ العلاقات السعودية الفلسطينية، فالأزمة التي كاد يسببها الإصرار على اللعب في الملعب البيتي الذي تحاصره النيران والمغلق بحواجز الاحتلال من منافذ الحدود حتى أسوار الملعب، إذ إن تبعات انسحاب المنتخب السعودي من تصفيات كأس العالم عام 2018 ونهائيات بطولة أمم آسيا لا تتوقف على سحب نتائج المنتخب السعودي، بل يرى فيه الشباب السعودي - وهم على حق- نكران جميل للبلد الذي أسس له وحققه أمير الشباب الراحل الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - فالذين لا تزال ذاكرتهم تحفظ للرجال مآثرهم يعلمون أن دخول فلسطين للاتحاد الدولي لكرة القدم هو فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الذي بذل كل الجهود حتى تحتل فلسطين مقعدها الشرعي في الاتحاد الدولي لكرة القدم، ولهذا فلن يقبل الشباب السعودي أن يتسبب من عمل أميرهم على وجودهم في هذا المحفل الأممي يتسبب من وصَّل إلى رئاسته في تغييبهم عن إحدى أهم بطولاته الدولية وبطولاته الإقليمية، ولذلك فقد كانوا يستعدون إلى تصعيد القضية مما سينعكس ذلك سلباً على مجمل العلاقات السعودية مع الفلسطينيين، فالرياضة والنشاطات الشبابية أصبحت محركاً لاهتمامات الشعوب فكم من لقاءات رياضية تسببت في تدمير العلاقات بين دولها، وجميعنا يتذكر ما حصل بين الجزائر ومصر، وقبلها تورّطت دول في حروب بسبب مباريات كرة القدم.
طبعاً لا يمكن أن نتصور أن يصل الأمر بين المملكة العربية السعودية وفلسطين إلى هذا الوضع الخطير، فالجميع يعلم أن السعوديين يعتبرون - وهم على موقفهم ثابتون- أن القضية الفلسطينية قضيتهم التي ظلوا يساندونها ويبذلون الغالي والرخيص حتى يحقق الفلسطينيون كل حقوقهم الشرعية مهما تخاذل المتخاذلون، ومهما واجهوا من نكران الجميل ممن امتهنوا المتاجرة بهذه القضية المقدسة والذين فتحوا الدكاكين المشرعة أبوابها للتأجير للأنظمة الإقليمية والدولية بمن فيهم الأعداء الإسرائيليون إلا أن السعوديين ظلوا ثابتين على دعمهم لهذه القضية التي هي ضمير السعوديين صغيرهم وكبيرهم، ولهذا فعندما وصلت الأمور إلى طريق مسدود، وبعد تيقن أكد أحد أركان القيادة السعودية، محبوب الشباب السعودي أميرهم المحبوب بما ستفرزه المعالجة الخاطئة من كلا الطرفين، ورغم أعبائه الكثيرة واهتماماته المتشعبة، تحرك قبل أن تصل الأمور إلى ما يسيء للفلسطينيين والسعوديين معاً، فالقضية كما أسلفنا لا تنحصر في لقاءات رياضية ونشاطات شبابية، بل هي مسألة توصل إلى ما لا نريده كسعوديين وفلسطينيين ونزع فتيل الأزمة في ساعتين فيما ظل الاتحاديان السعودي والفلسطيني أكثر من شهر وهما يدوران في حلقة مفرغة، فالاتحاد السعودي لكرة القدم تأخر كثيراً في معالجة الأمر، ولم يتفتق ذهن من يديرونه إلى حلول ترضي غرور بعض مسؤولي كرة القدم في فلسطين ويقطعوا الطريق على المتكسّبين من هذه القضية سواء الذين يطمعون بمزيد من الأموال أو الذين يملأ الحقد قلوبهم على أي تفوّق سعودي، وهؤلاء الذين أغروا الفلسطينيين والذين أحبطت مناوراتهم عليهم أن يستعيدوا سيوف الخشب ليرقصوا على خيباتهم.