رجاء العتيبي
فعلاً، الإسكان - الآن - هو أزمة فكر، وليس أزمة إسكان، وبين المفهومين بون شاسع، وأكبر تحدٍّ يواجه وزارة الإسكان هو تصحيح أزمة فكرية متراكمة من عقود، لذلك لم يخطئ معالي وزير الإسكان ماجد الحقيل، عندما أعاد - في منتدى أسبار الأسبوع الماضي - أحد أسباب تأخر منتجات الإسكان إلى ثقافة مجتمع بأكمله بما فيهم رجل الشارع، والعقاري، والمطور، وصاحب القرار.
وقال إنها جانب فكري يتعلق بالتخطيط للسكن منذ وقت مبكر، مشيراً إلى ملامح من ذلك، عندما قال إنّ فكرة (بيت العمر) فكرة خاطئة، مؤيداً - بالمقابل - فكرة (البيت المرحلي) التي يأمل الوزير أن تكون إستراتيجية الأُسر حالياً ومستقبلاً، كما تحدث عن الفكر الادخاري الذي يساعد على تملك منزل، فيما لا يرى جدوى من التوسع العمراني في أطراف المدينة الرئيسة، لاعتبارات تتعلق بالموصلات والبنية التحتية وصيانة المدينة ومواقع العمل، في وقت يوجد في وسط مدينة الرياض - على سبيل المثال - 18 ألف كلم مهجور صالحة للتخطيط العمراني بفكر جديد وبمنظومة إسكانية إبداعية.
تحدث الوزير عن أزمة فكر حقيقية - حسب موضوع المنتدى - أزمة خطيرة فعلياً قد تشل أي حركة تصحيحية للإسكان، ما لم تراعيها القرارات الجديدة، وتحسب حسابها، حتى لا يتكرر خطأ حلول الإسكان قبل 30 سنة، عندما كان المواطن يأخذ قرضاً ويبني من دون أي ثقافة أو تثقيف في هذا المجال.
فماذا نفعتنا (البلكونة) والمساحات الشاسعة، والبناء (على الصامت) والشوارع 10 أمتار، والمجلس والمقلط الواسع جداً، والمقدمات (البلاط)، فيما يتم (ترميم) كل ذلك بعد سنوات بنفس تكلفة البناء الأصلية تقريباً.
الحقيل يحمل مشروعاً طموحاً ينتظر الموافقة عليه من مجلس الاقتصاد الأعلى خلال الشهرين القادمين، يتضمّن حلولاً سكنية وفقاً لفكر جديد ومنظور مختلف يركز على ثلاثة أضلاع: المواطن، القطاع الخاص، وزارة الإسكان، مضافة لها الوزارات الحكومية.
الأفكار التي تحدث عنها الوزير الحقيل في منتدى أسبار، لا يراها إلا أناس ذوو نظرة ثاقبة، قد تطوف على كثير من نشطاء هاشتاق (مشكلة الإسكان مشكلة فكر) الذي كان نشطاً في تويتر خلال اليومين الماضيين، حيث جاءت معظم تعليقاتهم (ساخرة) لا أقل ولا أكثر، عاكسة - بوضوح - أزمة الفكر الإسكاني الذي تحدث عنه الوزير.