عبدالله العجلان
ما سر تذمرنا وسخطنا من كل ما يجري حولنا؟ لماذا أصبحت لغة أطروحاتنا وبرامجنا وثقافتنا ومجالسنا ووسائل تواصلنا وسوالفنا محتقنة متشنجة؟ لا بل إن الأمر تطور إلى أن صرنا نعاني من عقدة التشكيك وعدم الوثوق بالآخر، بات من السهل جدا توزيع الاتهامات بلا دليل ودون تثبت ولمجرد الإساءة وتشويه صورة كل من لا يروق لك أو يخالفك الرأي؟!.
لم نعد نحتفي بالجمال وننصف الناجحين ونثمن ونقدر قيمة المبدعين، لا نجيد نشر ثقافة الشكر وبث الفرح والبهجة، ننظر للأشياء بسوداوية وللحاضر بقلق وللمستقبل بتشاؤم، تشتم ( تشرشح )؛ إذاً أنت البطل الشجاع صاحب القلم الجريء واللسان السليط ولا يهم إن كان ما تقوله صحيحا أم لا، الأمر الذي أوجد بيئة عمل متوترة، وثقافة اجتماعية معرقلة ومدمرة، الأسوأ من هذا أن مثل هذه الشتائم تصدر من أشخاص بلا دراية ولا علم ولا معرفة ضد آخرين أخلصوا وتفانوا في أداء عملهم ولديهم من المؤهلات والخبرات ما يجعلهم جديرين بتقديرهم والثناء عليهم بدلاً من احتقارهم والإساءة إليهم.
لننتقد بأدب، ونتحدث بمنطق ونتحاور باحترام، وعندها أجزم أننا سنتدارك أخطاءنا ونعالج الكثير من مشاكلنا.
حتى لا يخسر الهلال
يخوض الهلال غداً أمام الأهلي الإماراتي لقاء حاسما يحدد مصيره في البطولة الآسيوية، إما التأهل للنهائي للمرة الثانية على التوالي وإما الخروج منها والدخول في مغبة وجدلية الإخفاق.
صحيح أن الهلال مؤهل لبلوغ النهائي الآسيوي، ولديه كل المقومات والإمكانات الفنية والإدارية والعناصرية التي تساعده على تحقيق ذلك، وفي المقابل لدى الفريق الإماراتي الفرص والأدوات ذاتها إضافة إلى عامل الأرض والجمهور،وكذلك اكتمال صفوفه قياسا بغياب الثنائي الهلالي المدافع الصلب ديقاو ونجم الوسط سلمان الفرج، لذلك على محبي وجماهير الهلال أن يضعوا في حساباتهم كل الاحتمالات، وأن حظوظ الفريق في التأهل من عدمه تبقى متساوية، من أجل تحاشي إفرازات وتأثير الخسارة لو حدثت - لا سمح الله- على الاستحقاقات الأخرى.
أدرك ويدرك الكثيرون أن سقف الطموحات الهلالية عال جدا، لكن هذا لايمنع من التعامل مع نتيجة المباراة بواقعية، وبما يوفر للفريق وإدارته ومدربه أجواء محفزة للمرحلة المقبلة، فإذا تأهل للنهائي فهذا في تقديري إنجاز مهم واثبات جديد لقوته وتميزه وتفوقه آسيويا، وسيكون على مقربة من إحراز بطولة غالية طال انتظارها تتطلب جهودا فنية وإدارية متكاملة تليق بأهميتها وتختلف عما كان عليه في النسخة الماضية، وإذا لم يتحقق ذلك فمن المفترض ألا تنتج عنه انعكاسات محبطة وآثار سلبية وردود أفعال غاضبة تنسف الجهود الكبيرة والنجاحات الواضحة لإدارة الأمير نواف بن سعد، والتي استطاعت في فترة زمنية قياسية ووسط ظروف صعبة إعادة وهج الفريق وترتيب أاوراقه وثقة الجماهير به وبمقدرته على مزاولة هوايته في حصد المزيد من البطولات.
للكبار فقط !
أحالت لجنة فض المنازعات للجنة الاحتراف مؤخرا عدداً من القضايا التي تتضمن مستحقات مالية واجبة التنفيذ على أندية الهلال والنصر والاتحاد والأهلي والشباب، وكما تلاحظون اقتصرت القائمة على الأندية الكبيرة ذات الجاه والصيت والشهرة والشعبية، ما يعني أننا أمام معضلة تتعلق بسوء إدارة أموال هذه الأندية رغم ما لديها من ايرادات واستثمارات وشركات رعاية بعضها اقتربت ميزانيته السنوية من الـ200 مليون ريال، وعلى النقيض منها نجد الأندية محدودة الإمكانات بلا شكاوى ولا قضايا، فما السبب؟.
هنالك من يرى أن هذه الأندية مطالبة من قبل جماهيرها بتحقيق البطولات، وبالتالي تضطر لإقامة أفضل المعسكرات وللتعاقد مع ابرز المدربين واللاعبين من فئة (النجوم) السعوديين وغير السعوديين، وهذا يكلف خزينة النادي مبالغ طائلة والتزامات مرهقة، وشخصيا أتفق مع هذا الرأي شريطة ألا يكون على حساب سمعة واستقرار ومستقبل النادي، وإلا تترتب عليه مشكلات ضررها أكثر من نفع تلك المصروفات.
الأكيد أن معظم الأندية لا تهتم بتنظيم ميزانيتها الموسمية فتنفق أموالا تفوق بكثير إيراداتها، والأخطر من هذا ان بعض الرؤساء يستخدم أسلوب البذخ في فترة رئاسته على أن يتحمل النادي والإدارات القادمة مسؤولية تسديد الديون المتراكمة وعلى طريقة (أنا ومن بعدي الطوفان)، مما يورط النادي ويجعله أسيراً لها لسنوات طويلة يصعب وربما يستحيل الايفاء بها أو على الأقل احتواء تبعاتها.