عبدالله العجلان
لم يكن مردود فوز منتخبنا الوطني على شقيقه الإماراتي فقط انفراده في صدارته لمجموعته، وإنما خرج في تقديري من المباراة بما هو أهم من النقاط الثلاث، حيث استعاد شيئا من ثقته وهيبته وكذلك الاطمئنان إلى حد كبير على إمكانات وقدرات مدربه الهولندي فان مارفيك، وبالتالي تجاوزه لمرحلة مهمة نحو تحقيق ما عجزه عنه طيلة السنوات الأخيرة، وأعني بذلك إشكالية عدم استقراره فنيا نتيجة الغربلة المستمرة والمتسارعة لعناصره وأجهزته التدريبية ..
الأخضر لم يعانِ في سنوات تراجعه من شح المواهب أو ضعف الإمكانات المادية بقدر ما عانى من عدم ثباته لفترة كافية على مدرب يستطيع أن يطبق أفكاره وينفذ برامجه بهدوء ووفق خطة زمنية واضحة، الأمر الذي أدى إلى إرباكه وفوضوية إدارة شؤونه واختيار عناصره والطرق والمدارس التدريبية المناسبة له، فتحول إلى حقل تجارب لمدربين كثر، من الطبيعي أن يكون لكل منهم طريقته وشخصيته وأسلوبه وقناعاته بهذا اللاعب أو ذاك..
لن يتطور منتخبنا ويعود لسابق بطولاته وإنجازاته إلا بتوفير أجواء صحية وظروف فنية وإدارية تساعده على الاستقرار لأطول مدة ممكنة، وهذه وحدها هي من تصنع التناغم والتكامل والانسجام وأيضا التصاعد في المستوى من بطولة إلى أخرى، وبالطبع هذه مجتمعة تحتاج لاتحاد كرة قوي يملك قراره ويستخدم صلاحياته ولا يلتفت للمحبطين، ولا يستسلم لتدخلات النافذين وضجيج المرجفين الغوغائيين..
كبروا عقولكم!
حينما أسمع وأقرأ ما يطرح في وسائل الإعلام عن ملف اللاعب سعيد المولد أصاب بما يشبه (دوار البحر)، ففي الوقت الذي يصدر فيه نادي الاتحاد بيانا يؤكد ويجدد فيه اتهاماته للنادي الأهلي تماما كما في أوراقه التي تم تسريبها للإعلام، إضافة إلى ماهو أهم من ذلك وهو تصريح خالد شكري مسؤول النظام الإلكتروني( (TMS لبرنامج بين اثنين على إذاعة UFM والذي قال فيه أنه المعني والمسؤول عن هذه القضية وهو من استلم وصاغ المذكرة المرسلة للفيفا، وأن لا أحد غيره يحق له التدخل في هذا الأمر، أقول رغم هذا كله مازال البعض يلف ويدور ويردد باستخفاف ويتهم جزافا وبلا دليل في وسائل الإعلام رئيس لجنة الاحتراف الدكتور عبدالله البرقان، الذي أكد وتحدى هو الآخر أن يكون له أو للجنة الاحتراف أي دور في هذه القضية، لأنها(أي لجنة الاحتراف) ببساطة غير معنية بها وليست من مسؤولياتها البتة بمجرد انتقال الملف إلى أروقة الاتحاد الدولي..
من المؤلم أن يتخلى الإعلام عن مهنيته ويفقد مصداقيته إرضاء لأهوائه ولفرض قناعاته بصورة فجة فاضحة تجعله يتعمد إخفاء الحقيقة والتلاعب بالوقائع (عيني عينك)، وهنا أتساءل: لماذا لم يوجه أي لوم أو نقد لإدارة الاتحاد التي اتهمت إدارة الأهلي بتهريب اللاعب ودفع قيمة عقده للنادي البرتغالي؟ وكذلك الحال بالنسبة للمسئول الأول والأخير خالد شكري؟ مقابل الإصرار على إقحام اسم البرقان دون تقديم أي دليل إدانة أوحتى إثبات أنه ولجنة الاحتراف لهما علاقة تنظيمية أو إجرائية بمسار القضية؟ لماذا بعض البرامج وأسماء إعلامية بعينها هي من تحارب وتهاجم وتسيء للبرقان بينما يحظى بالقبول والاحترام والإعجاب من قبل الإطراف المعنية والمستهدفة والمتعاملة مع الاحتراف وهي الأندية واللاعبين؟ ما سر صمت هؤلاء وتجاهلهم للأخطاء والانتقادات المستمرة للجان الأخرى كالحكام والانضباط؟
أقولها وأكررها من جديد: خافوا الله، قولوا كلمة الحق واحذروا الظلم، قدموا لنا وللمتلقي ما يبرر اتهاماتكم، وساعتها تأكدوا أننا سنكون معكم وسنقف في صفكم وضد الدكتور البرقان وكل من يرتكب أخطاء او تجاوزات تجعل انتقاده مشروعاً وبديهياً بل وضرورياً..