خالد بن حمد المالك
ما إن يرد اسمه، ويتذكّر الناس تاريخه، ويأتي الاهتمام بما قدّمه من إنجازات للعالم، ويكون هذا ضمن السياق في عرض لأبرز محطاته العملية والإنسانية، حتى يتبادر اسم سلمان بن عبدالعزيز - لا غيره- وهو الأمير والوزير وولي العهد والملك، حيث تشهد ما مضى من سنوات عمره - حفظه الله- من المواقف ما حق لمرشحيه أن يطلقوا عليه (الشخصية الأقوى عربياً) تقديراً لإنجازاته وحكمته وسداد رأيه وتفاعله مع كل حراك يخدم الأمة ويحميها من التطرف والإرهاب.
***
هو شخصية هذا العام، بما لا أحد ينافسه عليها، إذا كان الترشيح يقوم على الفعل والعمل ومواجهة التحديات بالإرادة والقوة والعزيمة والتصميم والحكمة التي تفتح الطريق نحو كل عمل بناء، وهو الشخصية المبهرة بمواقفه الجسورة وعمله الدؤوب ونظرته البعيدة المدى نحو آفاق رحبة لحماية الإنسان من الظلم والقهر والتسلّط التي تندرج عند ممارساتها ضمن ما يُسمى بعبودية الإنسان لسيده، كما هو في الدول التي تكتوي شعوبها بنيران الظلمة والمتسلّطين من الحكام والتنظيمات وحتى الأفراد القتلة.
***
لا جديد في حصول الملك سلمان على شخصية العام، فأمجاده وأعماله وتاريخه البهي وسيرته العطرة، وما تؤمله أمته من خير على يديه في قادم الأيام والشهور والسنين، يستحق بها أن يتوّج في هذا السباق ليكون بين زعماء العالم شخصيتهم المؤثرة، ولعل موقفه وتعامله الصلب مع المؤامرات الإيرانية، وتصديه للإرهاب، بعض ما يجعله دون منافس الزعيم العربي الذي أجمع العالم على أنه شخصيتهم وأملهم - بعد الله- في بناء مجتمعات متحابة ومتآلفة، تنكر العدوان والظلم، وتسعى نحو السلام العادل، والاستقرار الذي ينشده الجميع دون استثناء.
***
الملك سلمان ليس شخصية وطنية أو عربية، بل وحتى إسلامية فحسب، بل إنه شخصية عالمية، يتقاطر زعماء العالم إلى المملكة، للمشورة، وأخذ الرأي، والاستماع إلى النصح، وإبداء الرغبة في التعاون، وبناء أوثق العلاقات معه ومع بلاده، دون أن يؤثّر ذلك على استقلالية قرار الملك، أو على سياسة المملكة، حيث لا أحد له فضل عليها إلا الله -كما قال ذلك الملك فهد ذات يوم - ومن هنا يأتي الموقف الصلب والثابت المعبِّر عن مصالح هذه الأمة يتبناه الملك سلمان ويدافع عنه ولا يتنازل عنه.
***
اختياره شخصية عربية هذا العام لم يكن مفاجأة، أو أنه اختيار غير متوقّع، كما أن مثل هذا الاختيار على أهميته لا يعرّف بملك كسلمان، ولا يضيف جديداً على تاريخه المبهر وإنجازاته العظيمة، لكنه يذكّر بما لهذا الزعيم من أيادٍ بيضاء ومن مواقف مسؤولة مع كل حدث عالمي وأزمات مست مجاميع من الناس في العالم، ليكون صوته وعمله وتدخله الفاعل حاضراً بالرأي والمساندة والدعم وتذليل العقبات، بما أهله لأن يكون هذه الشخصية المختارة والمنتقاة الذي له الأولوية بين أعداد من الزعماء المؤثِّرين في العالم.
***
لو سألت الملك سلمان عن رد فعله حين نقل إليه خبر هذا الاختيار، وإعلامه عن أن وسائل الإعلام بدأت تتسابق على نشره وتحليل مضمونه والتعليق عليه، لكان جوابه وانطباعه أن هذا الاختيار هو للمملكة العربية السعودية، مؤسساً وملوكاً سابقين وشعباً، كما هي عادته في نقل كل ما يُقال عنه من إيجابيات إلى غيره ممن سبقوه أو شاركوه في خدمة هذه الدولة العظيمة وشعبها العظيم، مع أن هذا الملك بعيداً عن المجاملة أو المحاباة، كان مسؤولاً فاعلاً ومؤثِّراً كبيراً في كل مراحل من سبقه من الملوك، بما ينصف تاريخه ومسيرته كلما كان الحديث عن دوره ومشاركته في بناء هذه الدولة التي أسسها ورعاها والده العظيم الملك عبدالعزيز.