خالد بن حمد المالك
أختم هذه السلسلة من المقالات عن زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز للولايات المتحدة الأمريكية، بما توصل إليه مع الرئيس الأمريكي أوباما من تفاهمات وتوافقات، في موضوعات كثيرة ومهمة، حرص الملك على فتح ملفاتها مع الرئيس، وتم التركيز عليها في اللقاء التاريخي الذي شهده البيت الأبيض، حيث المباحثات السعودية الأمريكية، وقد أعلن عنها في بيان تفصيلي مشترك عن الزيارة، ولم يتوقف بعد حديث وسائل الإعلام عنها.
***
وما تم التفاهم عليه حدده البيان المشترك المشار إليه بالقول: إن الزعيمين عقدا جلسة مباحثات إيجابية ومثمرة، وأنهما اتفقا على أهمية استمرار تقوية العلاقة الإستراتيجية بين الدولتين، وأن الرئيس الأمريكي أشاد بدور المملكة القيادي الذي تلعبه في العالمين العربي والإسلامي، يضيف البيان بأن الجانبين أكدا على أهمية مواجهة نشاطات إيران الرامية لزعزعة الاستقرار في المنطقة، وتسريع الإمدادات العسكرية إلى المملكة، والالتزام بالتعاون الأمني بين البلدين، ومواجهة داعش.
***
البيان تحدث أيضاً عن الوضع في اليمن، وأشار إلى اتفاق الزعيمين على ضرورة الوصول إلى حل سياسي في إطار المبادرة الخليجية ونتائج الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216 ، وعلى صعيد النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي أكد الزعيمان على أهمية أن تتم تسوية دائمة للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي تقوم على حل الدولتين، وفي الشأن السوري تم الاتفاق على أن أي تحول حقيقي يجب أن يشتمل على مغادرة بشار الأسد الذي فقد الشرعية في قيادة سوريا، وأيدا التطبيق الكامل للإصلاحات في العراق، وغير ذلك كثير مما كان محور المباحثات المهمة بين الزعيمين.
***
هناك موضوعات أخرى كثيرة أشار إليها البيان المشترك، وهي على درجة عالية من الأهمية، وتم التوافق عليها بين الزعيمين، ما لا تتيح مساحة الزاوية استعراضها، ومن المهم - في ضوء ذلك- أن ننظر إلى الزيارة سواء من خلال نتائجها الرئيسة، أو ما تم على هامشها من فتح المجال للشركات الأمريكية كي تستثمر في المملكة، مستفيدة من الحوافز التي تعطيها لها الأنظمة الجديدة التي أعلن عنها في واشنطون، بما يمكن القول بأن زيارة الملك سلمان للولايات المتحدة الأمريكية حققت أهدافها بامتياز.
***
المملكة وأمريكا - كما يقول الوزير عادل الجبير - وجهتا المسؤولين في البلدين من خلال الملك والرئيس على وضع آليات لتأسيس إستراتيجية جديدة بين السعودية وأمريكا للقرن الواحد والعشرين، وجاء ذلك بعد أن قدَّم ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بتوجيه من الملك للرئيس الأمريكي إيجازاً عن رؤية المملكة لهذه الشراكة الجديدة في القرن الواحد والعشرين والتي ستشمل جوانب أمنية وعسكرية واقتصادية ومالية وتعليمية وغيرها من الجوانب ذات الاهتمام المشترك.
***
الرئيس الأمريكي رحب بعرض سمو ولي ولي العهد، وأبدى رغبته في العمل مع المملكة عن قرب لتحقيق هذه الرؤية، مع التأكيد على أهمية أن تكون هناك آلية للبدء في هذه الشراكة، فالعلاقة السعودية الأمريكية - كما يقول الجبير - محورية وتاريخية، وأن زيارة الملك سلمان ومباحثاته مع الرئيس أوباما تعطي مؤشراً على عمق العلاقات التاريخية والإستراتيجية بين البلدين، وبالتالي فإن آلية البدء في هذه الشراكة لها أهميتها كما أكد على ذلك رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.