مهدي العبار العنزي
عقيدة الإسلام السمحة التي تشجع الناس على الفضيلة والاستقامة وحب الخير ونبذ الشر وجدت بفضلٍ من الله دولة حماها الله تطبّق هذا المبدأ الأخلاقي وقد هيأت المملكة الكثير من مراكز الدعوة إلى الله ومنها مركز الأمير محمد بن نايف للرعاية والمناصحة والذي طالب عدد من المحلّلين عبر القنوات الفضائية بإلغائه أو تجميد نشاطه مؤقتاً بسبب ما تعرضت له بلاد الحرمين من اعتداءات على الأرواح وفي المساجد معلّلين سبب مطالبتهم بأن من احتواهم المركز لم يتعظوا ولم يتوبوا؟ وإنني على ثقة تامة أن المركز والقائمين عليه يعرفون تماماً أن الإسلام قرَّر عقوبات مختلفة للمنحرف حسب جريمته لأن هذه العقوبات تكشف للناس الفاسقين والفاجرين ومع هذا فالمركز تعامل مع المنحرفين التعامل الذي ينص على ألا يفقد الإنسان شخصيته كإنسان يأملون أن يعتمد عليه ولا يريدون فقدانه للقبول والاحترام من أهله ومجتمعه. لقد كان للمركز دور مهم في إفهام النزلاء بأن الالتزام بالأخلاق الإسلامية التي تحرّم الظلم والاعتداء فإن ثمرتها السعادة وإفهامهم أن نتيجة الانحراف هي الشقاوة ليس في الدنيا فحسب، بل في الآخرة. أنا هنا لا أدافع عن المركز رغم أنني أعرف أن أهدافه الإصلاح وتعليم من يجهلون الحق أو المغرّر بهم بأن من يكون على هذه الحالة يحيا عليلاً لا يفيد المجتمع، بل يصبح معول هدم ضد أمته وعقيدته ووطنه .إنهم بكل أمانة وشفافية وإخلاص.
يحاولون إيصال معلومات مستمدة من الكتاب والسنة بأن من يتربى على أخلاق محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يرتكب الجرائم وأن الندم انتفاضة عن الخطيئة. نعم، العاملون بالمركز يحاولون بكل وسائل الرفق والعطاء أن يتوب من كان منحرفاً وإفهامه أن التوبة قرار وعزيمة لأن التوبة عن الأعمال المشينة تضع حداً أمام انتشار الجرائم وأنها توقظ الوجدان من سباته مطبقين ما قاله نبي الرحمة عندما قال: كل بني آدم خطَّاء وخير الخطَّائين التوابون. لقد اهتم المركز بإبعاد شباب الوطن عن الوقوع في براثن الإجرام والانحراف حتى إن أسر من التحقوا به تصرف لهم مخصصات مالية، إنها بحق أهداف سامية وغايات نبيلة تحتاج إلى من يقدِّرها ويستفيد منها، والاقتداء بالرسول الكريم الذي شدَّد على التعامل مع الصالحين ورفع درجاتهم بحسب درجة صلاحهم، نعم يا شباب الوطن إن مجتمعكم لا يريد أبداً إسقاط القيمة الأدبية لأنها لا تسقط إلا عن الفاسقين. فلا تكونوا منهم.