ناصر الصِرامي
جاءت التغيرات باختفائه الأول المفاجئ، بعد أن كان التقى أحد الأشخاص، وطلب منه مرافقته في عمل خيري - كما كان يدعي - لجمع التبرعات، وسافرا سويًا إلى سوريا، حتى بلغ ذلك الأمر أسرته، وبالفعل تقدم والده بإبلاغ السلطات الأمنية، حيث سهل له أمر سفره إلى تركيا عن طريق السفارة هناك، بعد اتصاله بوالده مؤكدًا رغبته في العودة، لكنه لا يستطيع، وبالفعل تمكن من الالتقاء به في تركيا بعد خروجه من سوريا، واستلمته السفارة السعودية بتركيا، ومن ثم تم تسليمه إلى السلطات الأمنية بالسعودية، حيث خضع للمناصحة أكثر من عام..»
وقد تبين عند الكشف عن هوية مرتكب الحادث الإرهابي الذي استهدف المصلين بمسجد المشهد بمدينة نجران بعد صلاة المغرب أنه ذلك الشخص وهو سعد سعيد سعد الحارثي، الذي قام بتفجير نفسه بحزام ناسف بين المصلين بالمسجد وقت صلاة المغرب..!
وهذه نهاية طبيعية لبداية واضحة في اتجاهاتها وميولها، وعلى الرغم من الألم النفسي الذي يصيب في الغالب أقارب وأهل كل من يفخخ نفسه، ويقدم على عمل إرهابي قبيح ضد وطنه وأمنة، وحالات الاستنكار المتكررة، إلا أن ذلك يعيدنا مجددًا إلى برنامج المناصحة الذي ترعاه وزارة الداخلية، الاحصاءات تقول: إن عدد المستفيدين من فروع البرنامج والمتخرجين منه بلغ تقريبًا نحو 3000 مستفيد، لكن التقديرات أيضًا تقول إن نحو 15 في المائة منهم عادوا إلى الإرهاب، وانتكسوا عن المناصحة، وأخفق البرنامج في التقييم الفعلي لتوجهاتهم الجديدة وتغيرهم الفعلي، والأخطر والأشد سوءًا أن منهم من قام بعمل إرهابي مباشر بعد إطلاقه أو فجر نفسه وقتل وجرح العديدين..!
والحقيقة أننا أمام برنامج مهم - برنامج المناصحة- وتم الإشادة به محليًا وإقليميًا بل وعالميًا، لكن لنتذكر أننا أمام برنامج موجه «لمناصحة» الإرهابيين، والتكفيرين، أعداء الوطن والأمن والدين.
الحقيقة نحن نحتاج إلى برنامج مناصحة شامل في البلاد، لكنه برنامج وطنى للجميع يسبق الفعل الإرهابي والتجنيد له، برنامج عبر الإعلام والتعليم والفعاليات الاجتماعية المصممة لهذا الغرض ترفع الإحساس المجتمعي بخطر الإرهاب والإرهابيين والداعين له.