جاسر عبدالعزيز الجاسر
أثارت أوضاع المواطنين الإيرانيين والانتهاكات الجسيمة لنظام ملالي إيران قلق الأسرة الدولية والتي طالت حقوق الإنسان والتي تجاوزت حرمان الشعوب الإيرانية من حقوقهم الأساسية إلى إزهاق الأرواح، وقد رصدت المنظمات الإنسانية والحقوقية الأممية أكثر من سبعمائة وخمسين حالة إعدام في هذا العام 2015 ، وقبل نهايته بشهرين يتوقّع أن تصل حالات الإعدام إلى أكثر من ألف حالة أكثرها تتركَّز في المناطق التي يشكِّل فيها المسلمون من أهل السنة الأكثرية، حيث شهدت أقاليم الأحواز وكردستان والبلوشستان والتركمان العديد من حالات الإعدام التي نفذت علناً وبصورة استفزازية بقصد إرهاب المواطنين وجعلهم يتقبلون حالات القمع والقهر التي تفرضها سلطات نظام ملالي إيران.
وقد حذَّرت منظمة الأمم المتحدة من ارتفاع عدد الذين يتم تنفيذ أحكام الإعدام بحقهم في إيران إلى 1000 شخص بحلول نهاية العام الجاري.
وأوضح مقرّر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الإنسان في إيران أحمد شهيد أنه تم تنفيذ حكم الإعدام فعلياً بحق 750 شخصاً منذ بداية العام الحالي، ومن المرجح ارتفاع هذا الرقم إلى 1000 بحلول نهاية العام. وقال إن إيران أعدمت 753 شخصاً على الأقل العام الماضي.
وأشار المحقق إلى اجتماع عقده للمرة الأولى مع أعضاء بالسلطة القضائية وقوات الأمن الإيرانية في جنيف الشهر الماضي تناول أحكام الإعدام تلك. وقال شهيد إن «التطورات في إيران تجعلنا نتوقف للتفكير بالسبب في ألا نعوّل كثيراً على هذا، بسبب ارتفاع عمليات الإعدام» في إيران، مضيفاً أن «النساء ما زلن يعاملن باعتبارهن مواطنات من الدرجة الثانية».
ووجّه شهيد انتقادات لطهران بسبب سجنها نحو 40 صحافياً باتهامات غير واضحة، وقال إن «الاتفاق النووي يتيح فرصاً لتحسين أوضاع حقوق الإنسان في البلاد»، ورفع العقوبات المفروضة على إيران سيكون له تأثير مباشر، إلا أن النظام الإيراني وبدلاً من أن يحسن أوضاع المواطنين لجأ إلى التضييق ومحاصرة الناشطين سواء في مجالات حقوق الإنسان والحريات، مركزاً في عمليات القمع والاضطهاد على أبناء الأقليات الذين يشكّلون أغلبية كبيرة في أقاليمهم وهو ما يعاني منه أبناء إقليم الأحواز العربي وإقليم كردستان شمال إيران، إضافة إلى تكثيف اضطهاد أبناء بلوشستان، وهذه الأقاليم تعاني من تمييز عنصري ومذهبي مركز، إذ أصبحت عمليات الإعدام من المناظر المألوفة في مدن هذه الأقاليم الثلاث، مما يتطلب تدخلاً دولياً يتجاوز الانتقادات اللفظية وبيانات الشجب التي لم تمنع نظام ملالي إيران من التمادي في تنفيذ حالات الإعدام التي وصلت إلى أرقام عالية جداً.