سعد الدوسري
في الوقت الذي تفرض علينا الأحداث مزاجياتها الراهنة، تتحول تفاسير الأحداث إلى مواقع قد تبتعد كثيراً عن واقعها الأساسي. وقد يستغل البعض ما يحدث لصالح مبتغاهم، فتجدهم يفسرون الواقع، بغير ما يحتمل، وسيكون هذا التفسير مقبولاً عند الكثيرين، على اعتبار المستجدات، وليس على اعتبار الحالة الطبيعية المعتادة.
في المقطع الذي تداولته وسائل التواصل الإجتماعي، للشاب الذي تم حرمانه من العمل قرب المزارع، لم يبدُ أن هناك أية إشارات للتمييز بينه وبين غيره من المواطنين، بل بينه وبين العمالة الآسيوية. كان الشاب محتجاً على آلية البلدية في حرمانه من حقه في بسط بضاعته في منطقة غير مأهولة بالمارة أو المحلات، في الوقت الذي يُسمح فيه لغيره من العمالة المخالفة بممارسة نفس العمل، وفي مناطق مكتظة بالمشترين.
ربما يتذكر بعضكم المقطع القديم الذي شاهدنا فيه عاملاً بنقلاديشياً، وهو يرمي بضاعة امرأة سعودية عجوز كانت تبسط على رصيف، وكيف أذلها وأهانها. في ذلك الوقت، لم تكن الأحداث تأخذ نفس الطابع الذي تأخذه اليوم. لذلك، كان التفسير الوحيد لما حدث، هو فساد آليات مراقبة العمال المخالفين، وكيف أن البعض، قد يستفيد من السكوت على مخالفاتهم، بشرط حرمان المواطنات من حقهن في عرض بضاعتهن على الرصيف. وربما في حالة شاب المزارع، نحن أمام نفس الفساد، وإلا لماذا يتم إقصاؤه، وترك المخالفين للأنظمة يسرحون ويمرحون؟
لنعالج الفساد والتقصير في حقوق كل المواطنين، لكيلا يقرأها الاستغلاليون تمييزاً بينهم.