فهد الصالح
دون أي دافع أو رابط بين هذا المقال والإشادة فيه بمن يستحق من أهله وبين الميول الرياضي الذي لا يثبته ولا ينفيه الا الايجابية حث يحل اذا حلت ويغيب ان غابت ولذا فان كل مولود يولد على الفطرة، وهذا يعني ان كل الناس تحب قصص الوفاء حتى وان كان فيها خيال مثلما كان يقصها علينا الآباء والأمهات، وقد ارتبطت انفس النشء بها وأصبح يحاك حولها قصص من الدراما لا تزال راسخة في اذهان الناس لأنها تعكس خلق الصالحين وأسلوب حياتهم، والوفاء بكل صوره رائع ومع كل الاجناس والمخلوقات والأعمار صغيرها وكبيرها ويقيد بالتالي النفس على محبة الآخر ويقينه ان هذا الوفاء خلق له وليس محتاجا لتصنعه لأنه سينكشف في نفس المكان والزمان الذي مارس فيه الوفاء دون قناعة.
هذا المدخل الذي نتفق عليه جميعاً يجعلنا نسلط الضوء على ما يقوم به نادي الهلال من مبادرات وفائية غير مسبوقة وهي دون شك من واقع الايمان بالمسؤولية الاجتماعية للنادي وهي الثقافة التي نتمنى أن تتنافس الاندية الرياضية فيها ولعلها في يوم من الايام توازي التنافس الرياضي في الالعاب لأنها تعكس تعاليم ديننا الحنيف، والرياضة اذا نظرنا الى انها فقط للألعاب فلن نستقطب لها من تتشرف الاندية بوجودهم ولا كذلك مشجعيها لأنها اصبحت في هذه الحالة بدون مبادئ اجتماعية وانسانية وتبعد عن المجتمع حميميته وارتباطه وإحساس بعضه ببعض الآخر، ولا تصنع بهذه الجفوة قدوة حسنة، ولا تجعل في المستقبل املا يقود للاندفاع اليها او الانخراط فيها او جعلها مصدر رزق او مهنة اكتساب.
إن ما يطالعنا به النادي الوفي بكل تفاصيله الادارية والرياضية والجماهيرية كل يوم من وقفات انسانية تجعلنا نقول احياناً انه النادي الوحيد الذي تتشكل لديه المسؤولية الاجتماعية فبين لقاء دوري لللاعبين القدماء يستضيفه النادي ويجعله لقاء مفتوحا للجميع يجمع بين الماضي والحاضر وتتناقل فيه ذكريات تلك الفترات في جو اخوي اقل ما يوصف به انه لقاء الأوفياء بالأفياء، ثم تواصله الدائم معهم ودعوته لحضور التمارين والمباريات والتوأمة الحقيقية في تحفيز اللاعبين الحاليين بلقاء زملائهم وأشقائهم في حب الهلال، الى وقف خيري سيخصص للمحتاج من رياضي الهلال وربما جماهيره ويشرف عليه أحد لاعبيه المميزين، الى زيارة سمو رئيس النادي لأحد الجماهير المصابين في المستشفى بعد إحدى مبارياته، الى تعويض احد الجماهير عن سيارته التي احرقت لأنه لونها بألوان ناديه الذي يستحق عشقه وميوله وانتماءه، الى نقل احد الجماهير من احد المستشفيات الحكومية ليعالج في مستشفى خاص على حساب النادي لأنه أصيب في حادث مروري بعد حضور مباراة دولية لناديه المفضل وقد توفي معه زميل آخر قدمت ادارة النادي العزاء لأهله بزيارتهم وتخفيف مصابهم، الى تقدير وتكريم ادارة النادي لمشجع كبير في السن يحضر تمارينه ومبارياته وغيرها الكثير.
ان على الاندية دون استثناء ان تعطي اهمية خاصة للوفاء مع لاعبيها ومشجعيها وكذلك الاداريون الذين تولوا في السابق مهام مجلس ادارتها او ادارة الالعاب فيها، وعلى الاندية ان تؤدي تلك الرسالة من باب الواجب وليس التفضل، كما ان على الاندية الجماهيرية الكبرى يكون الواجب أكبر لأن لاعبيها قد قدموا للنادي والوطن ما يستحق الوفاء لهم وكذلك جماهيرها التي تساندها في كل جولاتها الرياضية وتتحمل المصاعب من أجل ذلك العشق الابدي وكذلك الاداريين لأنهم يتحملون اكثر مما يتحمله غيرهم في الاندية غير الجماهيرية من الضغوط والإحراج وربما للإساءة عبر العديد من الوسائل والصور وهو واقع مشاهد، ولا مجال للشك ان كان النادي وفياً لكل هذه التفاصيل فإن الجميع من اجله سيتفانى في ولائه له وسيورث محبته وتشجيعه لأبنائه وإخوانه وتلاميذه والمعجبين به وبالتالي اتساع قاعدته الجماهيرية مثل ما نشاهد في الهلال وانطلاقته ليكون مثالاً حياً للوفاء وقدوة لباقي الاندية والحكمة ضالة المؤمن انا وجدها فهو الاحق بها.