فهد الصالح
المشاهد لدينا أن رعاية الشباب تأخذ من الأندية ولا تعطيها الا الدعم المالي الذي قد يأتي وقد لا يأتي وفي المستقبل القادم لن يأتي بعد الاجتماع الأخير الذي اشار فيه سمو الرئيس الى ضرورة اعتماد الأندية من الناحية المالية على نفسها وتدبير مصاريفها بالطرق التي تراها مناسبة وممكنة، وهذا لا مجال للاعتراض عليه بل اننا نؤيده بعد ان تكون البيئة الاستثمارية والبنية التحية قد اعدت لانطلاقته بنجاح لأن فيه مراهنة لا شك ستنجح مع بعض الأندية وستخسر في البعض الآخر وقد تضطر الرئاسة بدلاً من التطلع لزيادة عدد الأندية إلى تقليصها لأن الحراك سيقف دون دعم مادي وسيتحول وهم الاحتراف إلى واقع الهواية والاجتهاد، وقد يصبح لدينا فرق تساوي قيمتها مئات الملايين من الريالات وأخرى لا تساوي مئات الهللات ولعل في ذلك مستقبل أكثر اشراقاً عالمياً ولكن لن يكون اكثر اشراقاً محلياً لان بيئة الأندية في هذه الحال ستكون بيئة طاردة وليست جاذبة وهي حقيقة سيصل اليها أبسط الناس مثلي في قراءة المستقبل.
وكما لا يخفى على كل الرياضيين وغيرهم ان إدارات الأندية ينضم إليها الأعضاء بالتطوع ولا يتطلعون إلى دعم مالي أو مكافأة سنوية نقدية ولكن إن لم يقدر جهده داخل مدنهم ومحافظاتهم فلن يعودوا للترشح مرة أخرى وهذا دور المجتمع بكافة شرائحه وأطيافه لأن الأندية هي محضن الشباب وإذا وجد مجلس إدارة يقدر هذه الأمانة فيجب ان يشجع ويقدر جهده تقديراً معنوياً ويشاد بما يقدمه الأعضاء تطوعياً لخدمة الشباب والرياضة وحرصهم على ذلك طيلة فترة المجلس التي قد تتجاوز أربع سنوات.
وطالما اننا اتفقنا أو اقتنعنا ان التحفيز المادي ليس ما يطمح فيه رؤساء وأعضاء مجالي الأندية الرياضية فإننا باسمهم جميعاً نطالب بالتحفيز والتقدير المعنوي من مرجعهم النظامي، والرئاسة العامة لرعاية الشباب مطالبة بحفظ التقدير وتسطير الامتنان لتلك المجالس على ما تقوم به من خدمات مجانية للشباب والرياضية مجاناً وهو شعور منهم بالمسؤولية الاجتماعية ورسالتهم الرياضية والتربوية لشباب الوطن وهذا يتعين على الرئاسة ان تفكر جدياً بتقديم حوافز معنوية تحافظ بها على هذا النسق المجتمعي الرائع الذي يدار به اكثر من 150 نادي في انحاء المملكة لان الانسان ليس مضطراً ان لم يقدر ان يقدم هذا الجهد الا مرة واحدة وبعدها لن يعود لخدمة شباب وطنه ورياضته، ولا يجب ان يهمل هذا الملف الذي تستطيع ان تقدمه رعاية الشباب لرؤساء وأعضاء الأندية بالكثير من الامتنان منها ومنهم ولن يكلفها ذلك كثراً وستكون نتائجه تفوق المتوقع ويسرني ان أقدم بعض الافكار لدعم التحفيز المعنوي لمجالس الأندية وهي كما يلي:
* توجيه دعوات رسمية لرؤساء وأعضاء مجالس الأندية لحضور المباريات النهائية المحلية والتشرف بالسلام على راعي الحفل.
* توجيه الدعوات لحضور بعض المباريات التي تقام في استاد الملك فهد الدولي بالرياض أو مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة.
* الدعوة لحضور بعض المباريات الدولية وزيارة الأندية العالمية والاستفادة فنياً ومحاولة نقل بعض التجارب والمشاهدات لأنديتنا.
* دعوة مدربي الأندية الوطنيين لحضور المباريات الدولية للاستفادة المهنية وتشجيعهم والاهتمام بهم مع مطالبتهم بتقارير مرئيات.
* إطلاق جوائز تقديرية لأفضل رئيس نادي وأفضل مشرف لعبة وافضل مدرب وطني وغيرها من الجوائز التي تدفع التنافسية.
* الدعوة لإقامة ديوانية رياضية يدعى لها المهتمون ويقدم فيها رؤساء المجالس اوراق عمل أو أفكار إبداعية قد اتضحت نتائجها.
* تبني الرئاسة لمشروع (الإدارة الرياضية) ويتم فيه تهيئة أعضاء مجالس الإدارة ونقل التجارب العالمية في إدارة الأندية لهم.
* استفادة الرئاسة مع خبرات رؤساء مجالس الأندية في اعداد خططها الاستراتيجية أو التنفيذية وكذلك برامجها وفعالياتها الشبابية.
* دعوة محاضرين رياضيين عالميين من أصحاب البصمات المؤثرة ويحضرها أعضاء المجالس بدعوة من الرئاسة العامة للشباب.
* إقامة لقاء شهري مع سمو الرئيس وتستضيفه أندية الدرجتين الممتازة والأولى لمناقشة أوضاع الأندية واحتياجاتها وتتابع نتائجه.
* دعوة رؤساء الأندية للدرجتين لمرافقة سمو الرئيس العام في مشاركته الرسمية الدولية لتأثير ذلك معنوياً ودفعاً لمزيد من العطاء.
ختاماً،, إن من يدخل المعترك الرياضي فإنه في الغالب يأتي طواعية ومتطوعاً ولا هدف يريد تحقيقه غير مسؤوليته الاجتماعية مع شباب وطنه ورفعة صيت رياضتنا، ولكن هل نتوقع أن الرغبة ستعود وأنهم سيستمرون في العطاء إن لم يكونوا مقدرين وممتن لعطائهم، وهذا دون شك لا يأتي إلا بشيء ملموس وغير مكلف للرئاسة خاصة مع تنامي الدخل لها من الرعايات والمباريات بل إنها تستطيع أن تجعل أكثر من تلك المقترحات ضمن عقد الرعاية الفلكي للدوري وغيره أو ضمن عقد مشروع النقل التلفزيوني أو قد يطرح له برنامج رعاية خاص ستوافق على تنفيذه الكثير من كياناتنا الاقتصادية من باب مسؤوليتها الاجتماعية ولكن كيف لنا أن ننتقل بالتفكير إلى أبعد من بيروقراطيتنا المعتادة ونقدمه كمشروع له رسالة وهدف ورؤية وطنية، إننا لا شك سنحصد بالتقدير والتحفيز المعنوي لمجالس الأندية الكثير فهم من يستطيع أن يحقق لنا النهضة والتطور والتميز لرياضتنا وهم القادرين على تحقيق تطلعات القيادة وأماني الرئاسة وأحلام المواطنين.