فهد الصالح
خلال الأسبوعين الماضيين وقع النادي الأهلي بجدة أكثر من خمس اتفاقيات متنوعة مع الجمعيات الخيرية يدعم من خلالها أنشطتها وفعالياتها ويشاركها في تحقيق أهدافها التي لا يشك متابع في قدرته على مساندته لها بفاعلية إذا قسنا ذلك بالقاعدة الجماهيرية الكبيرة للنادي،كذلك لقيمة الرئاسة الفخرية والأعضاء الشرفيين من أصحاب السمو الأمراء والداعمين من الوجهاء ورجال الأعمال، وكذلك الشركات والمؤسسات التي تحمل هم المسؤولية المجتمعية وتسعى إلى تحقيق الإيجابية من خلال دعم الأندية لمساندة الجمعيات وتحقيق رسالتها، وهذا العطاء الذي تحقق على أرض الواقع ونشر في وسائل الإعلام يستوجب تقديم الشكر والعرفان للنادي حتى وإن قلنا إن ذلك واجب على كل الأندية ومن يحققه إنما حقق المطلوب منه في خدمة الوطن والمواطن.
ولكن لماذا نرى أن بقية الأندية لا تدعم هذا التوجه أو أنها تحققه ولا تعلن عنه حتى في موقعها الإلكتروني، فهل يرون أنه ليس من الواجب عليهم ذلك وأن الاهتمام فقط مطلوب للشأن الرياضي ولكرة القدم بالذات فهي تكفيهم في إبراز أنفسهم وتحقق الوهج الإعلامي الكافي لهم.
إن الحديث عن خدمة المجتمع من خلال الأندية الرياضية يحتاج لاستعراض طويل ولا يخفى على القارئ الكريم ولكن ما يعزز الفرحة هو تواصل الأندية مع المجتمع بصفة مستمرة من خلال استعراض نتائج تلك الاتفاقيات وإبراز دور الشراكة والتوأمة حتى تتضح الجدية في تحقيق الأهداف، كما أن على الأندية أن تشرك جماهيرها في دعم تلك الجمعيات حسب أنشطتها والتطوع لخدمتها حتى يكون الطرف الثالث المهم في هذه الاتفاقية على علم بما تحقق وإعادة الفضل إلى النادي الذي هيأ له الفرصة كي يكون صاحب عطاء ومبادرة ورائدًا اجتماعيًا في بسط العمل الاجتماعي واستنباته من خلال شراكة ناديه المفضل في الجمعيات الخيرية، فيمكن عن طريق الجماهير الوفية إطلاق حملات لجمع تبرعات بعد وضوح الهدف والرؤية، أو قد يطلق مشروعات مجتمعية من خلال اللاعبين والإداريين كزيارة المرضى أو توزيع الصدقات ومساعدة المحتاجين أو المشاركة في الفعاليات الرسمية التي تتبناها الأمانات والبلديات وغيرها من الأنشطة.
ولعلنا نتفق أن ثقافة المسؤولية الاجتماعية قد انتشرت وبرزت وأضحت لغة سامية يتحدث بها الناس على مختلف مستوياتهم ومشاربهم وأصبحت مجالاً للتنافس في الإيجابية وفيها تنويع للبرامج والفعاليات وأيقنت جميع القطاعات الرياضية والاقتصادية أن ثمة حقًا واجبًا للمجتمع يقع عليها ولا يمكن أن يؤدى إلا من خلال القيام بالواجب سواء في طرح برامج خاصة أو دعم الجمعيات واللجان المختصة التي تحتاج ليس فقط للدعم المالي وإنما تحتاج للدعم الفكري والدعم البدني والمساهمة في إيصال رسالتها للمجتمع سواء المستفيد منها أو حتى القادر على خدمتها.
ختامًا، حتى تنتشر ثقافة المسؤولية الاجتماعية في الأوساط الرياضية فلا بد أن تقوم الرئاسة العامة لرعاية الشباب بدورها في تشجيع ذلك والحث عليه وتقدير الأندية التي تقوم به، كذلك على المجتمع أن يقدر ذلك للأندية وأنه توجه جديد ما لم يُعترف بالإنجاز فيه فإنه لن يتنامى أو يزداد وهذا إن لم يعد لنقطة الصفر مثلما بدأ، وعلى الجماهير أن تتفاعل مع أنديتها حتى تثبت للآخرين نجاح النادي وجماهيره في نشر هذه الثقافة ومساندة برامجها وفعالياتها، وضرورة اشتراك أعضاء الشرف واللاعبين والإداريين في تفعيل هذه الاتفاقية ودعم نجاحها.