فهد الصالح
العمل التطوعي الرياضي عبر أنديتنا السعودية التي تجاوزت 150 ناديا والتي مقرر أن تتجاوز 320 ناديا في عام 2020 ميلادية هو عمل لا يصنع القدوة للأجيال القادمة ولا يحقق التنافسية في خدمة الشباب الرياضي ولا يمثل بيئة جاذبة ولا يستنسخ التجربة الرائدة وذات النفع كذلك لنجدها منطلقا لبقية الأندية اوالبرامج والأنشطة، والسبب ان الرئاسة العامة لرعاية الشباب لا تهتم بمن يتطوع في خدمة شباب الوطن ولا ترصد إنجازاته ولا الإضافة التي قدمها للنادي ولشباب منطقته وربما للوطن بأسره، وكذلك لا تقدر الجهد المبذول عنده من خلال النظرة إلى المسؤولية الاجتماعية التي تراها واجبة عليها قبل أن تكون مطلوبة منه حتى وإن أنشأت الرئاسة العامة لرعاية الشباب لها لجنة خاصة بها تسمع بها ولا تراها بل ليتها لم تقر وجودها حتى لا يرتفع سقف التوقعات الإنسانية والاجتماعية التي ستحققها، فكم من القادة الرواد من المؤسسين للرياضة
وكذلك رؤساء الاتحادات ورؤساء الأندية وأعضاء مجالس الإدارة ومديري الألعاب والمدربين والمعلقين الرياضيين ممن كانوا سبباً في نهضتنا الرياضية انتهت فترة عطائهم ولم يجدوا من يقول لهم حتى شكراً على إخلاصكم وما قدمتموه لشباب الوطن من فكر ومتابعة وحرص.
إن الدور المشكور والمقدر الذي تقوم به الصحف الرياضية السعودية والقنوات الإعلامية المختلفة في إبرازها للعديد من القيادات والكفاءات الرياضية وتسليط الضوء عليها وبصورة دائمة لا يكفي وإن كان الجميع ممتنا لها بذلك ويقدر حرصها في البحث عن كل صاحب بصمة في تاريخنا الرياضي لتقدم عنه بعض ما يستحق وتعيد للأذهان تاريخه حتى لا يندثر مثل غيره حتى وان كان المعني بذلك في الجزء الأهم هي رعاية الشباب التي تستطيع أن تجعل الوفاء للرعيل الأول خلقاً لها وتفرده بالاهتمام بشكل دوري ووفق عمل مؤسسي وليس ارتجاليا وتحقيق ذلك الهدف الإنساني النبيل ليس صعباً عليها إن رغبت في ذلك بالتواصل مع الأندية الرياضية ومع مكاتبها المنتشرة في المدن والمحافظات وسيمكنها من الحصر الدقيق لمن يستحق التكريم ويمكن أن يفرز ذلك من خلال لجان ويقسم على عدد من السنوات، وضرورة إعداد خطة استراتيجية لضمان أن يكون برعاية سمو الرئيس العام لرعاية الشباب الذي لا نشك في رغبته في ذلك وحرصه عليه، ولكن الأمر يحتاج إلى إعداد من المعنيين بالشؤون الرياضية في الرئاسة أو من اللجنة التي طال انتظار إنجازاتها أو إعلان عجزها ليشكل البديل عنها، وبالإمكان أن يكون التكريم ماديا بجائزة لها قيمة نقدية لمرة واحدة أو لسنوات محددة حتى وإن كان المبلغ يسيرا لأن القصد الاعتراف بالعطاء وتقدير صاحبه ويمكن كذلك أن يكون جائزة تقديرية يطلق عليها جائزة الرياضة السعودية التقديرية مع الموافقة على اطلاق اسم تلك الشخصيات على صالات أو ملاعب الأندية اوالمدن الرياضية الخاصة بالمدن والمحافظات مما سيخلق لدينا منافسة على العطاء التطوعي الرياضي.
أما النموذج الذي نحن بصدد الحديث عنه هو رئيس نادي الفيحاء بالمجمعة المربي القدوة والشاعر الأديب والمؤلف المسرحي والرسام والخطاط والرجل الشمولي الأستاذ إبراهيم الأحمد العمر الذي واكب انطلاقة الرياضة في محافظة المجمعة في شبابه منذ تاريخ 1374 ثم استكمل مسيرته في فترة ذهبية للنادي لايزال الصغار والكبار يتحدثون عنها، ولعدد من السنوات حيث كانت تلك الفترة هي المحققة لشعار الأندية في الوقت السابق وإنها رياضية وثقافية واجتماعية بل إن ذلك العصر الذي كان يقوده الأستاذ إبراهيم العمر ومعه فريق عمل كانت إنجازاته تسطر بروح الفريق الواحد ويتنافسون في العطاء وكأنهم يعملون لأنفسهم لأن النوايا كانت صادقة والمنفعة العامة قدمت بإخلاص حتى أصبح النادي منارة تربوية ورياضية واجتماعية وثقافية وأمن الناس على فلذات أكبادهم وتنافسوا في وجودهم في النادي وبأي نشاط يرغبون فيه بل إننا لا نبالغ إذا قلنا إنك تجد رجالا وشبابا وصغارا في محافظة المجمعة وفي تلك الفترة يجتمعون كلهم في النادي وكان النادي خلية نخل والمدينة ساكنة، وأصبحت جميع الألعاب مستوفية كل الأعداد والأعمار في مراحلها الثلاث وحقق النادي نتائج بارزة في العديد منها على مستوى المملكة، كذلك كان النشاط الثقافي المتنوع في الهوايات هو الحضن الآمن للأهالي على أبنائهم فحقق نادي الفيحــاء برئاسة الرمز إبراهيم الأحمد العمر البطولة لعدة مرات على مستوى أندية المملكة لأنها كانت تقدم مسابقات ثقافية وتحكمها لجان مشتركة بين الرئاسة وبعض الجامعات، وحقق النادي على المستوى الفني والمسرحي والتشكيلي الريادة على الأندية الرياضية وخلق النادي من خلال ذلك الاهتمام حب الأدب والثقافة والفن والتعلق بالموروث الشعبي عند شباب المجمعة، فبرز في ذلك التاريخ وما بعده العديد من الشعراء والكتاب والنقاد والفنانين التشكيليين والخطاطين والعديد من الهواة لعدد من الأنشطة.
ختاماً، نتفق جميعاً أن هناك العشرات من مثل الأستاذ إبراهيم الأحمد العمر ممن يستحقون الوفاء معهم لأنهم أوفياء للشباب والرياضة ولأن العبرة باستمرار بالخواتيم وهو الأمر الذي لا نحسه في الكثير من الأعمال وفي الرياضة على وجه الخصوص مع الإداريين أو اللاعبين ولكن أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي فإن الأمل يحدونا مع الرجل الناجح صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن مساعد الرئيس العام لرعاية الشباب الذي يقدر العطاء ويسعى إلى تفعيل المشاركة الاجتماعية لتحقيق النهضة الرياضية التي أصبحنا نستمطر ذكرياتها القديمة ولا نقطف ثماراً لها في هذا العصر، والشعور المعنوي الإيجابي يقود إلى الدفع بهمم الرجال إلى الأمام ليحققوا الآمال وهذا ليس على المخلصين بعسير وسننتظره.