عبدالله العجلان
غريب أمرنا؛ كنا نطالب فيما مضى بالانتخابات للأندية الرياضية والأدبية والاتحادات ومجالس المناطق، وغيرها من مجالس إدارات المؤسسات العامة، لكن بمجرد أن أقرتها الدولة، وبالذات في اتحاد الكرة والأندية والمجالس البلدية، صرنا نسمع ونقرأ من يرفضها، ويستهزئ بها، ويقلل من شأنها، بل يندد بها، ويدعو الناس لمقاطعتها؛ وذلك لأسباب ودوافع وقناعات مختلفة؛ فمنهم من يعترض عليها من باب الاعتراض لا غير، أو لأنها لم تحقق أهدافه ومكاسبه الشخصية، والبعض الآخر لديه دائماً رغبة في إهانة وتقزيم وتحطيم وتأزيم كل ما يدور حوله، يحدث هذا دون تقديم مبررات تدعم توجهاتهم وتثبت صحة وجهات نظرهم..
الأكيد أن الانتخاب كتنظيم ومفهوم وثقافة هو أسلوب حضاري وتنموي، يجسد المعنى الحقيقي للمشاركة في تشريع الأنظمة، وتناغم الأفكار، وصياغة وصناعة القرارات، وتطوير الحاضر، وبناء المستقبل، وسوء تطبيقه أو تعثر واحدة أو أكثر من تجاربه لا يعني فشله بقدر ما يعزز الحاجة لتقويمه، وتصحيح أخطائه، والنهوض به، والعمل على إنجاحه، والارتقاء به وبممارسته، وليس العكس..
لاحظوا كيف حققت انتخابات نادي الاتفاق نجاحاً تاريخياً من حيث حجم المشاركة فيها، والنتائج التي انتهت إليها، مقابل إخفاق انتخابات أندية أخرى لأسباب تنظيمية وإدارية وثقافية واجتماعية، وظروف خاصة تتعلق بهذا النادي أو تلك الجهة. أي أن الخلل ليس في مبدأ الانتخابات وإنما في طريقة تنفيذها ومستوى التعامل معها. والوضع نفسه يسري على جميع الانتخابات، وخصوصاً المجالس البلدية التي انطلقت مرحلتها الأولى قبل أسبوعين؛ إذ رأينا - للأسف - أن هناك من يروج لفكرة تهميشها ومقاطعتها، وعدم الاهتمام بها، بدلاً من أن يشجع على المشاركة فيها، ويحث على خوض معتركها واختيار الاسم الأفضل والأكفأ والأجدر بنيل ثقة مجتمعه والمصوتين له..
لأنه محمد البكر
لم يكن حفل تكريم الإعلامي المعروف الأستاذ محمد البكر في قيمته ومعناه كما الاحتفالات الأخرى المعتادة. فإلى جانب أنه الأول الذي يقام لإعلامي رياضي سعودي فإن له دلالات تتعلق بشخصية ومكانة وأهمية البكر، وإن لتقدير عطائه وتثمين سيرته أبعاداً مهنية واجتماعية وأيضاً وطنية، لا بد من الإشارة إليها والتنويه بها؛ لتكون عنواناً ونبراساً للأجيال الإعلامية بمختلف مواقعها ومسمياتها..
تكريم البكر ما كان ليحظى بهذا الحضور الحاشد، وفي مقدمته الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد، والتفاعل الواسع من أطياف المجتمع السعودي رغم قصر المدة الفاصلة بين الإعلان عنه وموعد إقامته، إلا لأنه يحمل اسماً إعلامياً أخلص لمهنته فأبدع وأمتع، احترم عقل وفكر ومشاعر المتلقي فبادله الحب والتقدير والثناء.. عرفناه معلقاً منصفاً وصحفياً نزيهاً وكاتباً موضوعياً، فصنع لنفسه اسماً مهماً له تاريخه ووزنه وتأثيره..
الحفل في مجمله رسالة لكل إعلامي، مضمونها أن كل من أتقن وأجاد والتزم واحترم اسمه ومهنته الإعلامية سيجد من مجتمعه التثمين والاحتفاء والإنصاف من الجميع بلا استثناء، أو كما أشار إلى ذلك زميلنا الأستاذ محمد العبدي حينما وصف التكريم بقوله: «محمد البكر يحصد اليوم، وسيحصد غداً ما زرعه بالأمس وعلى مدى 36 عاماً من البذل والتفاني والعطاء»..
هنيئاً لأبي أريج هذا الحب الكبير الصادق، وشكراً لعرابي الحفل الزميلين الوفيين أحمد العجلان وطلال الغامدي وكل من ساهم ودعم وحضر من مؤسسات وشركات وأفراد.. وإلى المزيد من التكريم والاحتفاء بمبدعي الوطن..
من الآخر
- تقديراً لمواقفه المعروفة ودعمه السخي لأكثر من عشرين عاماً، أتمنى من إدارتي الطائي والجبلين تسمية مسجدي منشأتيهما الجديدتين باسم الشيخ علي الجميعة يرحمه الله..
- عزيزي اللاعب: الملعب المكان المناسب للرد الأجدى والأقوى والأقسى منك على كل من يستفزك أو يتطاول عليك..
- لو كانت إدارة المنتخب تملك الحنكة والحكمة لاحتوت الموقف بين هزازي والمشجع بدلاً من تهويله وتصعيده إعلامياً، وخصوصاً أن بيانها كان ركيكاً في صياغته غامضاً في محتواه، زاد الأمور توتراً واحتقاناً..
- من استهوته وراقت له أهازيج (نيشيمورا) و(سيدني) و(العالمية صعبة قوية) و(متصدر لا تكلمني) فعليه أن يتقبل أو على الأقل لا ينزعج من (جحفلي)..!