علي عبدالله المفضي
بما أن القصيدة لاتأتي بمجرد أن يرغب الشاعر بالكتابة فقد تغيب القصيدة اشهر او سنوات واقصد هنا القصيدة المدهشة التي يرى الشاعر من خلالها انه انجز نصا جميلا يضاف الى نصوصه المميزة، ثم يأتي الناقد او ما يسمى الرقيب الداخلي او عقل الشاعر الذي يجعله يقرأ النص بحيادية وهو مايسمى بتنقيح القصيدة مع ان هناك من يقوم بهذا الدور اثناء كتابة القصيدة وهذا بظني مما يعيق تدفق المشاعر والتلقائية في البوح.
يقول بعض الشعراء: إن اجمل قراءة للقصيدة هي اول قراءة لها من شاعرها بينه وبين نفسه بعد فراغه من كتابتها، وهناك من يعرضها على المقربين ومن يثق بآرائهم واخذ ملاحظاتهم بعين الاعتبار، وبعد القناعة انها اخذت شكلها النهائي يقوم بعرضها على عامة الجمهور من خلال جلسات الشعر والسمر او الاعلام وتبقى جديدة ومدهشة ومبهرة لدى كاتبها الى ان تجيء قصيدة تأخذ من وهجها.
وقد تجد بعض القصائد من القبول والاعجاب ما يجعل الشعر في حالة من البهجة من نجاحها واقبال الناس عليها واذا لم يتنبه الشاعر لنفسه ربما كانت تلك القصيدة عائقا دون انتاج مايتفوق عليها او يشابهها وقد يشعر احيانا انه قد يعجز عن تجاوزها ناسيا ان من ابدعها هو نفسه وان بامكانه ان يتفوق مرة تلو المرة فالمبدع الحقيقي من يعتبر ان نجاح قصيدة ليس سوى حبة في عقد الشعر الذي يقدمه لعشاق شعره وان القادم اجمل فأروع قصائدنا هي التي لم نكتبها بعد.