علي عبدالله المفضي
تحتم أمانة الكلمة على المشرف على المنير الإعلامي أن يكون صادقاً مع نفسه محايداً في طرحه متعاملاً مع النص الذي بين يديه كنص مستقل عن قائله دون محاباة أو اعتبار لقرب أو بعد قائله نسباً أو صداقة لئلا يتحول المنبر إلى جمع من الأصدقاء والأقارب لا يرى المتابع سواهم وكأن الإبداع قد حُصر فيهم.
والأدهى من ذلك أن يتحول المنبر إلى واجهة اجتماعية أو مصدر من مصادر المنفعة والكسب المادي والمعنوي على حساب التميز والإبداع الحقيقي أو التركيز على أسماء تنتمي فقط إلى منطقة أو فئة دون أخرى وحجبه عن ماسواهما فالشعر والإبداع لا وطن له ولاحدود ولا نسب.
وبما أن الهدف المنشود تكريس الإبداع والرقي بالذائقة إلى مراتب الجمال العليا فعلى المحرر الذي ينشد الإنصاف الحقيقي أن لا يجحف في حق من تجمعه بهم صلة أو صداقة هرباً من تهمة المحاباة والتفضيل والتكريس فالمسؤول الفطن من يجعل متابعه يحترم طرحه ويقدره ويجمع الناس حول منبره، ليقينهم أنهم سيجدون التنوع الذي يبحثون عنه.