فهد بن جليد
سألت بعض جيران (الإرهابي السوري) المتورط في معمل (تصنيع المُتفجرات) في حي الفيحاء بالرياض، لماذا لم تقوموا بدوركم الوطني في كشف هذا (الجار الخبيث) الذي يعيش بينكم؟ فكانت الإجابة المتشابهة أنهم لم يلحظوا (ما يُريب)، مع عدم وجود علاقات معه، خصوصاً أن أمام المنزل حديقة، وملاهي أطفال، فيكثر الداخل والخارج للشارع؟!.
من أجمل المُبادرات التي يمكن أن تُفعّل هذه الأيام، هي مبادرة التعرف على جيرانك في الحي، والتواصل معهم، يجب أن يحظى هذا الموضوع باهتمامنا جميعاً، لما فيه من فوائد مُجتمعية ، وأمنية، وتكاتف إنساني وتلاحم، في ظل نجاحات وزارة الداخلية في كشف المزيد من الإرهابيين الذين يختبئون بيننا؟!.
وأعتقد أن (إمام المسجد) يستطيع لعب دور مُهم بالتنسيق مع (عمدة الحي) لإطلاق مُبادرة لقاء تعارفي مُبسط، يتم فيه مناقشة بعض الأمور التي تهم الحي، والمقترحات التي يمكن أن تزيد من تعارف وتكاتف الجيران مع بعضهم البعض!.
الحياة العصرية، وطول فترة الدوام, والغياب عن المنزل أغلب فترات النهار، والاعتقاد أن زيادة العلاقة مع الجيران تعني مزيداً من (الصداع) و(المُجاملات) .. إلخ، كلها أسباب ومُبررات يجب أن نتخلص منها من أجل مصلحتنا جميعاً، بل إن العديد من المُبادرات في أمريكا وأوروبا تُطلق من أجل تعرف الجيران على بعضهم وتواصلهم في ظل حياة عصرية تعتمد على الفردية!.
مؤخراً قرأت دراسة أمريكية قامت بها جامعة (ميتشيغن) تقول: (أحب جيرانك .. تحمي قلبك) في دلالة على تأثير الجيران على حياتنا شئنا أم أبينا، لأن ثقافتهم ستجعل الحي نظيفاً، وستخلصنا من مطاعم الوجبات السريعة .. إلخ!.
هذا الأسبوع طبق 50 متطوعاً مبادرة تعرف بين الجيران في منطقة (البرشاء بدبي) تستهدف نشر التعارف بين 300 جار، من أجل التعايش، والتلاحم المجتمعي، وتحسين حياة الآخرين، عبر فعاليات بسيطة ومُسّلية..!
الشائع اليوم أن الجار، قد يصد بوجهه (للجهة الأخرى) ويتظاهر بالانشغال بالهاتف ونحوه، عند رؤية جاره ..! لماذا وصلنا لهذه المرحلة؟ ستجد من يعرف جاره الملاصق له؟ ولكن من الصعوبة (اليوم) أن يعلم الكل بجاره الرابع، أو الخامس.. وفي الأثر أن الرسول صلى الله عليه وسلم (وصى على سابع جار)، بل إن بعض السلف يرى أن حدود الجيرة (أربعين داراً)؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.