فهد بن جليد
برأيي أن وزارة الداخلية، مُستمرة في إحراج مُعظم الوزارات الحكومية الأخرى، بسبب شفافيتها الكبيرة مع الأحداث، وتعامل مُتحدِثها الأمني (المُتفاعل) مع رجال الإعلام، والرأي العام السعودي، بخصوص كل القضايا؟!.
ففي الوقت الذي تتعقب فيه وزارة الداخلية (الخلايا الإرهابية) وتُفكِكها، الواحدة تلو الأخرى، وتقوم بدور مشهود (عالمياً) في مكافحة الإرهاب، لم تنسَ دورها في الأمن الداخلي، لتقييم الحالة الأمنية، وتبيان معدلات الجرائم؟ وأنواعها؟ ومناطق وقوعها؟!.
لاحظ أن هذا يأتي من الوزارة المُثقلة (بالملفات الجسيمة)، والمهام الكبيرة، ليقف (مُتحدثها) مُجيباً على تساؤلات الصحافيين، واستفساراتهم، بينما جهات أخرى، لا يوجد لها (مُتحدث رسمي) حتى الآن، وجهات أخرى لا تملك حتى حساباً موثقاً على تويتر.. إلخ ؟!.
وزارة الداخلية اليوم هي النموذج الأفضل في التعامل مع وسائل الإعلام - بعكس الكثير من الدول - التي يخشى فيها الإعلامي، الحديث مع مسؤولي الأمن في بلاده، بل إن التجاوب السريع، والتفاعل مع أسئلة، وطلبات وسائل الإعلام في (القضايا الأمنية) هي الأسرع، والأكثر وضوحاً لدينا، وهذه ليست مُجاملة بل من واقع تجربة، وتعامل طويل مع (كافة الوزارات)!.
عندما تجمع وسائل الإعلام، ورجال الصحافة، وتدعوهم لمؤتمر صحافي، من الخطأ أن تقوم باستعراض (عضلاتك) وتصوير نفسك (كبطل) عمله مُتكامل، ولايوجد لديه أي خطأ، دورك فقط أن تنفي، وتُكذِّب، وتُسمع الآخرين صوتك - دون أن تستمع لهم - وتتعرف على انتقادهم، ووجهات نظرهم، وهو الأمر الذي أدركته وزارة الداخلية مُبكراً، حتى أن بياناتها، ومؤتمراتها الصحافية هي النموذج الأفضل على (الساحة السعودية) اليوم، إذا ما تم مُقارنتها بما يُعقد لدينا من مؤتمرات مثل الصحة، والتعليم، والرياضة.. إلخ!.
الوزارة قالت الحقائق بكل تجرد حول الجريمة في المملكة، هناك جرائم انخفضت مؤشراتها، وبالمُقابل هناك جرائم ارتفعت مؤشراتها إلى (الضعف)، بل إن المؤتمر أشار إلى تمكن رجال الأمن من القبض فقط على 70% من مرتكبي هذه الجرائم، مما يعني أن العمل مُستمر للبحث وتعقب الـ 30 % من المجرمين الآخرين!.
متى يأتي اليوم التي تقوم فيه باقي الوزارات، بتقديم بياناتهم بهذا الشكل (الشفاف)، بدلاً من الحجب، والمنع، والنفي، مع عدم الإجابة أو الرد على وسائل الإعلام، وتعامل مُتحدثيها على طريقة (كُله تمام يافندم)؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.