فهد بن جليد
إشراك المواطن والمقيم، والمسئول، والعامل، في اليوم الوطني لنظافة حدائق، ومُنتزهات مدينة كبيرة مثل الرياض، خطوة ذكية من أمانة الرياض، فيها الكثير من التفاعل للشعور بالمواطنة الحقيقة، بالعمل، والبعد عن الشعارات فقط، للحفاظ بالفعل على المنجزات والمُكتسبات الوطنية!.
يقال أن هناك أكثر من عشرة الآف (عامل نظافة) بما فيهم الموظفين المسئولين عنهم، يهتمون بنظافة العاصمة، ويقومون بتهيئة الحدائق والمنتزهات، وصيانتها، خصوصاً في فترات الأعياد (حسب تصريح مستشار الأمانة)، لا يهم الرقم، المُهم أن تبقى الرياض فعلاً نظيفة، و تصبح مدينة خضراء، بدلاً من أرتال الإسمنت، والصبات الخرسانية، والحديد التي تُحيط بنا من كل جانب؟!.
نظافة أي مدينة لا تعني بالضرورة (زيادة عدد عمال النظافة فيها)، بقدر ما يعكس ذلك (وعي ساكنيها) بالمحافظة على النظافة، فالسلوك الذي يحافظ على المكتسب، والمُنجز، وعدم العبث به وتخريبه، هو النجاح الحقيقي الأهم، والنتيجة التي ستبقى - حتى لو انتهت عقود الصيانة - ولا أدل على ذلك من سلوك سكان الكثير من العواصم العالمية، التي لا يوجد بها رقم مهول مثل ما تحويه الرياض!.
نحن في حاجة لمثل هذه الأفكار المُبتكرة، لتفعِّيل دور الشباب، وانخراطهم في برامج وطنية من هذا النوع، وما قامت به الأمانة (هذا الأسبوع) بفتح الباب أمام الشبان المتطوعين، لصيانة الحدائق، ودهان الجدران، وزراعة الورود والمسطحات الخضراء، بمناسبة اليوم الوطني، خطوة تستحق الشكر!.
إلا أن ما لفت انتباهي هو (خطة التفتيش التطوعي)، والتي تتمثل بمشاركة عشرات المتطوعين في جولات الأمانة على المحلات والمراكز التجارية، للتأكد من (صلاحية تاريخ) المواد الغذائية المعروضة ونحوها ، وهو دور نفتقده حقيقة، بعد أن نخرت فينا (السلبية) حتى إن المتسوق قد يشاهد بضاعة (منتهية الصلاحية) دون أن يكلف نفسه في التبليغ عن المحل، أو حتى تنبيه البائع!.
لعل عقد مثل هذه الورش، وانخراط الشبان فيها (كأصدقاء للأمانة) سيُغير من المُعادلة، خصوصاً أن المواطن هو الشريك الرئيس، و(الأمين الأول) على غذائه وشرابه، والمسئول عن نظافة مدينة، حتى لو كان هناك (عشرة آلاف عامل) يقومون بنظافتها يومياً، وليس في المواسم فقط!.
وعلى دروب الخير نلتقي.