د. عبدالعزيز الجار الله
محاربة الإرهاب ليس بحمل السلاح وحده لكن تقع على أجهزة الدولة مسؤولية كبيرة في مواجهة هذا الفكر ودحضه، أيضًا وزارة الداخلية ليست لوحدها من يحارب الإرهاب فعلى الجميع مسؤولية المواجهة، ومن أبرزها الجهات المعنية في محاربة الإرهاب والتطرف هي إدارات التعليم، فنسبة من المجندين في الجماعات الإرهابية أعمارهم صغيرة يفترض أن يكونوا على مقاعد الدراسة الثانوية أو السنة التحضيرية.
في الحفل السنوي لجائزة أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن مشعل بن سعود، مساء الأحد الماضي في محافظة الرس، جاءت جميع الفقرات وبخاصة الأوبريت عن محاربة الإرهاب، تحول الطلاب إلى جنود وحماة ومدافعين عن مكتسبات الوطن، ونجح المخرج والمؤلف والطلاب ولقطات الفيديو المرافقة في توظيف المناسبة وإيصال رسالة أننا قطعة واحدة وملحمة للدفاع عن الوطن، هذه أحد أهداف التعليم زرع الانتماء والولاء للدفاع عن الوطن والقيادة والمكتسبات.
هذه الروح الوطنية هي بحمد الله مزروعة في مناطقنا دون جدال لكن إدارة تعليم الرس استطاعت أن تحول حفل توزيع جوائز التفوق العلمي إلى مناسبة وطنية عبر الطلاب المشاركين وجمهور الحضور عن وداخلهم وأعطتهم مساحة للتعبير عن حبهم لوطنهم، فمن كان بالقاعة شارك وجدانيًا جنودنا البواسل ممن هم على الجبهة.
عندما ذكرت الرس تحديدًا فأنا إلا أقصد من ذلك التقليل من دور إدارات التعليم الأخرى على مستوى المملكة ولا ادعي أني حضرت جميع حفلات التفوق العلمي، لكن أصبح واضحًا أن أمير منطقة القصيم يتبنى في كل المناسبات والمهرجانات واللقاءات تعميق الروح الوطنية والتركيز على الطلاب والمدارس وكانت الرس أسرع استجابة، وهذا محور أشعر أن إدارات التعليم لم تتعمق به مقارنة في حربنا على الإرهاب عام 2003م قد تكون الحروب العسكرية الميدانية التي نخوضها على جميع الجبهات والتفاف العالم لمحاربة الإرهاب سببًا في تضاءل الحملة.
الأمير فيصل بن مشعل يحاول أن يربط ما بين التفوق الدراسي والروح الوطنية العالية من خلال مداخلاته وكلمته أثناء الحفل من أجل أن تكتمل الصورة للحضور والمشاهدين، وكان حال حفل الرس يقول إن الطلاب على مقاعد الدراسة أمناء على وطنهم كما هو آباؤهم على الجبهة والخطوط الأمامية أمناء على الوطن، وإن هؤلاء الطلاب امتداد لأبطال قدموا تضحيات لهذا الأرض في مراحل التكوين الأولى لبلادنا، هؤلاء وأقصد جميع طلاب بلادنا هم من سيكونوا مستقبلاً ممسكين بالسلاح دفاعًا عن وطننا وأطباء ومن المهندسين والقانونيين والعلماء في المراكز العلمية لحماية وتطوير بلادنا، أيضًا سيكون لهم الدور في إبعاد شبابنا عن منزلقات التطرف والإرهاب.