د. عبدالعزيز الجار الله
بعد أن تستكمل قوات التحالف والمقاومة الشعبية وقوات التحالف السيطرة على ميناء المخاء في تعز تكون المقاومة والتحالف قد سيطرت على أهم الموانئ على البحر الأحمر وجردت القوات الحوثية وصالح من موانئ البحر الأحمر: ميناء تعز المخاء، وميناء باب المندب الذي أصبح محرراً بأيدي المقاومة والتحالف، وهما أهم الموانئ التي كانت بأيدي الحوثيين لتهريب السلاح.
إيران التي كانت تخطط في غفلة من العرب منذ بداية ثورتها 1979م للسيطرة سياسياً على الدول العربية ونشر المذهب الشيعي بدأت من الحرب العراقية عام 1980م وهو تقليد تاريخي لبلاد فارس عندما تنتعش سياسياً وعسكرياً تهاجم العراق لأنها لا تستطيع مهاجمة أفغانستان والباكستان جنوباً، ولا دول آسيا الوسطى شرقاً، ولا تركيا شمالاً، فكان العراق هو المجال المتاح لها طوال تاريخها الإسلامي للتمدد والاحتلال، لذا رأت الفرصة مؤاتية في فوضى الربيع العربي 2010م لتكشف مخططاتها في السيطرة على: العراق، دمشق، اليمن، جنوب لبنان، البحرين، ومحاولات في السودان والكويت وليبيا.
هذا المخطط الذي لم يكن خافياً على السياسيين العرب وإن لم يكن بكامل تفاصيله لكنه بقي مغيباً عن الإعلام العربي وبخاصة الإعلام الخليجي الذي ينظر إلى إيران على أنها دولة صديقة، وما زال بعض الإعلام العربي يبقي هذه النظرة الصداقة رغم أن إيران نفسها لا تخفي نواياها إعلامياً وتجهر به ولا تتحفظ، فالإعلام العربي ما زال يخلط بين مفاهيم:
أولاً: الجور التاريخي.
ثانياً: الحتمية - القدر - الجغرافية.
ثالثاً: الصداقة الدولية.
فالجوار التاريخي مع العرب طويل لكنه لا يبرر الاعتداء الإيراني، فقد كانت إيران من الربع الأول للقرن الهجري الأول خاضعة للخلافة الإسلامية بعد القضاء على الإمبراطورية الساسانية، واستمرت تحت سيطرة الخلافة الإسلامية في عهود: الخلافة الراشدة، الدولة الأموية، الدولة العباسية، دولة السلاجقة، الدولة المغولية الإسلامية، الدولة العثمانية، باستثناء الفترة الصفوية (1501- 1736م) ثم السلالات الملكية حتى عام 1925م قيام دولة الشاه، وأخيراً الثورة الإسلامية 1979م. أما الحتمية الجغرافية - القدر الجغرافي - أن تكون إيران على ضفة الخليج العربي الشرقية وتكون الدول العربية على الضفة الغربية أيضاً لا يعطي مبرر الاعتداء، وأما الصداقة بين الدول فلا يحددها الجوار وإنما السلوك والاحترام المتبادل، وهذا لا يتم مع مسلك إيران المعلن في احتلال الأراضي والدول العربية، فإيران في المنظور العربي دولة معتدية ومحتلة، ولا مجال لخلط المفاهيم.