محمد السياط
يوماً بعد يوم يتأكد لنا أن الاتحاد السعودي لكرة القدم بتشكيله الحالي والمنتخب، يمر بأسوأ مراحله منذ تأسيسه رسميا عام 1956م، فما أن ينتهي من قضية حتى تظهر أخرى بسبب ضعف إدارته وغياب الحزم في العديد من الأمور التي كانت تتطلب وقفة جادة وحازمة، حتى أصبح يعج بالمشكلات، وأصبح أيضاً حديث الرياضيين بعد أن طالته الاتهامات من كل حدب وصوب، وفي قضايا عدة سواء منها ما يتعلق بالإدارة العليا لهذا الاتحاد، أو ببعض اللجان التابعة له التي تعاني خللاً واضحاً في أداء أدوارها بشكل سليم لا تشوبه شائبة..!
ولو ألقينا نظرة فاحصة على أداء الاتحاد السعودي لكرة القدم الحالي، ومنذ انتخابه حتى الآن، ومن خلال إجراء مراجعة وتقييم وجرد ذاتي لعمل إدارة الاتحاد واللجان التابعة له، لأدركنا حجم المرض الذي استفحل مما يصعب العلاج معه، بعد أن أصبح يعاني داخلياً وخارجياً، وأعني بالمعاناة الداخلية المشاكل التي نشأت داخل منظومة الاتحاد نفسه، أما المعاناة الخارجية فهي في علاقته بعملائه والمتعاملين معه، وتأتي الأندية واللاعبون في مقدمة هؤلاء، حيث أصبح هناك أزمة ثقة بين اتحاد القدم والعديد من الأندية واللاعبين وحتى الجماهير أيضاً، وهذا الأمر بالطبع غير محمودة عواقبه، وآثاره وخيمة للغاية.
ومما زاد الأمر سوءاً حتى استفحل الداء في هذا الاتحاد، هو الصمت الغريب والعجيب للجنة الأولمبية السعودية التي كان من المفترض، بل من الواجب عليها أن تتحرك وتتدخل، فهي معنية بالأمر كونها المرجع لكافة الاتحادات الرياضية، ولا أدري ما سر هذا السكوت عما يجري في اتحاد كرة القدم، ولست هنا بصدد استعراض سلبيات هذا الاتحاد ودلائل ضعفه، فالكل يعرفها ويدركها جيدا، ولكن.. قد يقول قائل: وما شأن اللجنة الأولمبية السعودية في اتحاد كرة القدم الذي تعود تبعيته للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، وهذا القول مردود عليه بالطبع، فها هو رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ يُوجه خطاب تأنيب للاتحاد الدولي لكرة القدم، نظير التجاوزات التي حدثت، ويطالب الفيفا بمرشح جديد موثوق فيه وعالي النزاهة بعد فضائح الفيفا الأخيرة كي يقوم بالإصلاحات الضرورية، ويعيد الاستقرار والنزاهة لهذا الاتحاد الدولي، وقال أيضا الألماني باخ في خطابه للفيفا: لقد طفح الكيل، وعلى الجميع في (فيفا) أن يفهموا على الأقل أنه من غير الممكن أن نبقى سلبيين تجاه ما جرى ويجري.
لقد طفح الكيل لدى اللجنة الأولمبية الدولية، وأصبحت تطالب الفيفا بالإصلاحات الضرورية وتطالب بمرشح موثوق فيه، ولا أدري متى سيطفح الكيل لدى لجنتنا الأولمبية لتتحرك، ولو بخطاب لاتحاد القدم الذي يمر بأسوأ مراحله على الإطلاق حتى بات وجبة يومية للرياضيين بالحديث عن تخبطاته وسوء إدارته، ولا أدري أيضاً كيف يقبل سمو رئيس اللجنة الأولمبية بما يجري في اتحادنا المحلي، وقد بلغ السيل الزبى، بل وتجاوزه..!
أين لجنة الأخلاق المستقلة؟!
لماذا لا يكون لدينا (لجنة الأخلاق المستقلة) كما هو الحال بالفيفا، هذه اللجنة التي أوقفت بلاتر تسعين يوماً، رغم قوة سطوته ونفوذه، وأوقفت أيضاً رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الفرنسي ميشيل بلاتيني.
ما أحوجنا لمثل هذه اللجنة، وما أحوجنا لرجل قوي يرأسها طالما هذه اللجنة مقرّة بالفعل لدى الفيفا، ولا أدري ما المانع أن يتم اعتماد هذه اللجنة وتشكيلها لدينا، والغريب بالأمر أننا لم نسمع بها من قبل، إلا حينما اتخذت قرارها التاريخي بإيقاف رئيس الفيفا وبلاتيني، وكأن هناك من لا يحبذ وجود مثل هذه اللجنة والتي لو وجدت ومارست عملها بشكل مستقل، سيكون لها شأن كبير في تصحيح المسار الأعوج لاتحاد كرة القدم، وأجزم أن جميع السلبيات ستختفي، وسيتعافى اتحادنا من مرضه ووهنه، وسيكون لكرة القدم السعودية شأن آخر في المستقبل إن صلحت أحوال اتحاد كرة القدم، وهذا دور اللجنة الأولمبية السعودية بأن عليها السعي وراء إقرار هذه اللجنة وتشكيلها بشكل فوري وعاجل.
الأدهى والأمّر لو قيل لي أن هذه اللجنة موجودة لدينا وتم تشكيلها من قبل..!!!
على عَـجَـل
) إذا كان رئيس الفيفا للدف ضارباً، فشيمة جميع الاتحادات اللعب على الحبلين..!
) يقولون إن الفيفا لا يقبل بتدخُّل الحكومات في شئون اتحادات كرة القدم المحلية، والفيفا (بكبره) تدخلت فيه الحكومات، فسُجن من سُجن وأوقف من أوقف.. هذه الكذبة جعلت البعض يتمادى وبدرجة كبيرة، فكيف تمنع الحكومة من محاكمة المفسدين والمخربين..؟!
) أسأل الله أن يُوفق الأمير علي بن الحسين ليكون رئيساً للفيفا لعله يقضي على فساد بلاتر وأذنابه بما فيهم المفسدون بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فمن المؤكد أنه يعرفهم جيداً..!
) رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأستاذ أحمد عيد تدخَّل بما لا يعنيه، وقدَّم على حد قوله نصائح أبوية للاعب عبده عطيف، و(أنا) بدوري أيضاً أريد أن أقدم نصائح أخوية لأحمد عيد، وأقول له: قدِّم استقالتك لتُريح وتستريح..!
) بعد مباراة منتخبنا مع المنتخب الإماراتي الشقيق (غرد) رئيس الهلال السابق الأمير عبد الرحمن بن مساعد في حسابه بتويتر ممتدحاً المهاجم محمد السهلاوي، وقد أثنى على مستواه وأدائه، فيما سبق لرئيس النصر وعضو شرفه أن اتهموا بغير وجه حق ثلاثة من لاعبي الهلال المشاركين للمنتخب بتعاطي المنشطات.. لا حظوا الفرق..!!