سعد السعود
كلنا شاهد كيف كان الحضور أقل من المأمول في لقاء منتخبنا أمام الشقيق الإماراتي على الرغم من أهمية اللقاء وقوة المنافس.. ولكن يبدو لي من تتبع دقيق لحالنا كروياً بأن هنالك مشكلتين كبريين نعاني منهما في رياضتنا.. فالمشكلة الأولى والتي باتت واضحة للعيان وأمست حديث كل لسان، أنه ـ للأسف ـ أضحى المنتخب في الدرجة الثانية لدى الكثير بعد النادي.. بل إن هنالك أصلاً من يسقطه تماماً من كل اهتماماته متى خلت قائمة الأخضر من لاعبي فريقه المفضل.
لذا شاهدنا مدرجات الجوهرة التي حطمت الأرقام القياسية في الحضور على مستوى الأندية، بالكاد نشاهد نصف العدد أو أقل في لقاء الخميس الماضي للأخضر.. ورأينا كيف اختفت مبادرات أعضاء الشرف ورجال الأعمال الذين كانوا يتسابقون في شراء التذاكر انتماءً لفرقهم مع لقاء منتخب الوطن.. ليضطر مسئولو الأخضر إلى فتح مدرجات الملعب مجاناً قبل اللقاء بوقت وجيز.. مؤلم أن يكون منتخب الوطن في أدنى درجات سلم الاهتمام في حين يكون النادي هو المهم والأهم.
أما المشكلة الأخرى فهي التناقض في التعاطي مع الأمور متى اختلفت الاتجاهات وتغيرت الألوان.. فيمكن أن يقفز رأي من أقصى الشمال ليستوطن الجنوب.. ويمكن أن يتغير حديث ما لينتقل من مشرق الكلام إلى مغربه.. بلا حياء أو حتى خجل مما كان يقوله ذات الشخص سابقاً وما يطرحه الآن من رأي معاكس لما كان يقدمه لنا.. وكل ذلك يحدث بين ليلة وضحاها، وعلى العلن، ولم يسلم منها حتى منتخب الوطن.. والسبب التوقيت الميولي ما بين صيفي وشتوي!.
وليس أدل على هذا التناقض الفاضح ما حدث من مساعد مدرب المنتخب السعودي للشباب الكابتن صالح المحمدي، حيث غرد يوم لقاء المنتخب بالإمارات بما نصه: (باختصار أي فريق يملك لاعباً فناناً بمواصفات عموري فأي مدرب ذكي سيواجه هذا الفريق سيبحث عن لاعب بمواصفات وليد باخشوين لإيقاف خطورته لأنه شجاع)، لكن عندما اختلف اللاعب المشارك ولم يكن باخشوين بل وأبدع اللاعب الآخر تغير الكلام 180 درجة.. ليكتب مساعد مدرب منتخب الشباب في نفس الليلة وبعد تغريدته السابقة بدقائق ما نصه: (أصلا مدرب الإمارات اليوم موكل عموري بعض المهام الدفاعية وهذي اللي أبعدته عن خطورته اليوم أغلب فترات المباراة وليس بسبب عبدالملك الخيبري) انتهى كلامه.
وبالعودة لقراءة التغريدتين لمساعد مدرب منتخب الشباب والتي لا يفصل بينهما وقت طويل نجد تأكيداً لما ذهبت إليه بأننا متى هبت ريح الميول نسينا ما نقول.. فلا يخفى على أقل متابع سبب الإشادة بوليد باخشوين ومحاولة تهميش دور عبدالملك الخيبري، مع أن المقياس هو نفس اللاعب (عموري).. فالواضح أن الكابتن صالح المحمدي للأسف لم يخلع قبعة فريقه السابق رغم أنه يتقلد منصب قيادي في منتخب الشباب ليقع في هذا التناقض الفاخر الذي إن سلم من انتقاد القليل فلن يسلم من قهقهة وسخرية الكثير.
ولعل المحمدي هو نموذج واحد من عشرات النماذج للأسف، والتي عندما يحضر الميول تبيع المنطق بأبخس الكلمات.. فكم من إعلامي انتقد لاعبا منافسا لتجاوز ما أو مشكلة تسبب فيها لكن عندما حدثت من لاعب فريقه المفضل وجدناه يلعب دور النعامة باقتدار، هذا إن لم يتجرأ ويلبس بالطو المحامي ويسوق له المبررات.. ومشكلة ناصر الشمراني قبل عام ومشكلة نايف هزازي قبل شهر يكشفان لنا بجلاء كيف تدار الأمور عند بائعي العقلانية في سوق الألوان.. فقط انتقل الفريق الإعلامي هذا للاتجاه ذاك والعكس.. وكأننا في لعبة شطرنج يتم فيها تحريك الحجر كيفما اشتهى الميول.
أخيراً، يبدو أننا نحتاج مستقبلاً لشهادة تويترية عندما نريد تقليد شخص ما لمنصب قيادي.. فلا يعقل أن يكون المؤتمن على المنتخب مثلاً هو أول من ينخر فيه.. بل إن إطلالة سريعة لبعض التغريدات القديمة لبعض أعضاء اللجان تجعلك تضع يديك على رأسك من كمية ما تحويه من تغليب للمصلحة الذاتية للنادي على المصلحة العامة للوطن.. حتى وصل ببعض البعض للشتم والإساءة لأجل عين ناديه ونكاية بمنافسيه.. فهل يعقل بعد ذلك أن ننتظر من مثل هؤلاء أن يكونوا نواة إصلاح لرياضتنا وهم من بالإصلاح أولى؟.
المضحك المبكي!!
- مضحك أن يتقاذف فريقا الاتحاد والأهلي كرة الانتصار في موضوع سعيد المولد في حين أن الموضوع لازال منظوراً عند الفيفا.. المبكي أن اللاعب لا يستحق كل هذا الضجيج والمبكي أكثر ما وصل إليه حال احترافنا من جهل.
- مضحك احتفال مسئولي ولاعبي منتخبنا الأولمبي بداية المساء بالتأهل بعد الانتصار على البحرين في بطولة غرب آسيا.. المبكي عدم معرفة ودراية إداريي الفريق بنظام البطولة ليُعلن خروج الأخضر من البطولة منتصف الليل!.
آخر سطر
رب سكوت أبلغ من كلام.