سعد السعود
شئنا أم أبينا.. هو مختلف عن من سواه.. آسر للب وباهر للعين ومنتزع للآه.. هكذا هو الليث عندما يكون بكامل عافيته.. يصبح المتحدث الرسمي للإبداع.. والماركة المسجلة للإمتاع.. والطرب الأصيل للأسماع.. باختصار عندما يحضر بكامل أناقته يكون هو الرقم واحد للمشاهدة حد الإشباع.
حتماً لم يبلغ الليث تلك الذروة ولم يسطع بعد نجمه.. بل لم يصل حتى للإقناع فيما قدمه جولة بعد جولة.. صحيح أنه نال العلامة الكاملة.. لكنه واضح لأبسط متابع ما يعانيه الأسد من علة.. فصناعة اللعب في جولتين معطلة.. وافتقار الفريق لرأس حربة هداف حرم الليث في لقائيه من زيادة الغلة.
الفريق بدا أنه يعتمد في هجومه على سلاح واحد فقط وهو الأطراف.. الظهيران وأمامهما الجناحان هما محور العمل في الأمام.. وأفونسو دوره يقتصر على التسليم والاستلام.. دونما وجود للاعب صاحب الكرة الأخيرة قبل الهدف.. والأمل لدى محبي الشباب بسيف الحشان.. أما صاحب الإمضاء الأخير فلا يلوح بالأفق وميض أو لمعان.. وحتماً حتى لو أجاد الشاب الكويتي اليافع واجتهد الصغير الأورغواني في بعض المباريات.. إلا أن ذلك لا يكفي الحاجة.. فالفرق التي تطمح للذهب عليها أن تضع داخل الملعب وحشا وخارجه بديلا لا يقل عنه.. وهو ما سيحتاجه الفريق عندما تتعدد الجولات وتتالى اللقاءات.
ننتظر التنبه لتلك الملاحظات.. ووقتها فعلاً سنشاهد الليث الحقيقي فيما هو آت من مباريات.. وعندئذ لن تفيه حقه - لو عاد - جمال المفردات.. ولن تعبر الكلمة عن المتعة التي سيقدمها من مثلثات ومربعات.. فقد اشتقنا لتقاليد الليث من سنوات.. ويتوق كل محب لألماسي للعودة للبطولات.. ومشاهدة فريق ينسيه ما سبق من خيّبات.
أخيراً، الركون لما تحقق من نقاط ست وإن كانت بجدارة.. والاغترار بتربع الفريق على الصدارة.. قد يعيد الفريق للوقع بذات الفخ الذي سقط فيه قبل عام.. بعد أن تفوق في أولى الجولات بلغة الأرقام.. لكنه لم يلتفت لما يعانيه الفريق من آلام.. وإن حدث هذا الموسم ولم تعمل الإدارة على معالجة التقصير.. فربما يعود الفريق لما عانه سابقاً من مصير.. وسيتعثر بدل المرة مرات كلما حاول مواصلة المسير.. فهل يفطن مسيرو النادي العاصمي للخلل عند التحذير.. أم تحمل الجولات القادمة مفاجآت غير سارة للنادي الكبير.
العالمي.. إلى أين ؟!
لازال العالمي يبحث عن نفسه منذ خسارة كأس الملك في الوقت القاتل نهاية الموسم المنصرم.. ففي افتتاحية الموسم خسر السوبر من منافسه اللدود.. أما في حملته للدفاع عن لقبه في الدوري لعامين ماضيين فبدأت بشكل خجول.. فلم يعرف بعد طعم الانتصار.. رغم أنه التقى فريقي هجر والقادسية ولم يخرج منهما سوى بنقطتين.
واضح أن الفريق يعاني نفسياً.. خصوصاً وأن خسارتيه الأخيرة لبطولتي الكأس والسوبر كانت أمام غريمه التقليدي.. فضلاً على أن المدرب لم يفلح في إيجاد توليفة لتدارك النقص الحاصل بسبب الإصابات والإيقافات.. على الرغم من أن الدكة تتوفر فيها خيارات كثيرة.
عموماً يبدو أن المدرب الأورغواني أصبح في مرمى السهام بعد البداية المخيبة للفريق.. وأعتقد - حتى لو سمعنا بتجديد الثقة - سيكون لقاء نجران في الخامس من ذي الحجة الفرصة الأخيرة له.. خصوصاً وأنه سيليها فترة توقف تمتد لشهر ستكون فترة كافية لمسئولي الأصفر للبحث عن بديل فيما لو تعقدت الأمور.
فودة.. بعين واحدة !!
لازال الأستاذ محمد فودة يواصل الانتقائية في اللقطات المختارة لتحليلها تحكيمياً.. ولعل آخرها تجاهله للهدف الهجراوي من تسلل واضح أمام الشباب كاد معه الليث أن يفقد نقاط المباراة.. في حين نجده على العكس من ذلك يمارس في بعض اللقاءات التقاط أدنى خطأ ليصنع منه قصة.. وكأنه يعمل بعين واحدة فقط.
ولا أدري حقيقةً إلى متى يواصل حالة التباين هذه.. حتى خيّل للبعض أنه يهمش فرقاً بعينها ولعل على رأس القائمة فريق الشباب.. والذي ربما ذنبه الوحيد أنه لا يملك ضجيجاً يطرب أسماع خبيرنا التحكيمي.. وباعتقادي أنه كما يجب أن يكون القانون أعمى لا تمييز فيه لأحد.. فكذلك تحليل القانون وإلا فليكتب فودة على فقرته: خاصة بالأندية الفلانية.
آخر سطر:
العاقل من يجرد حساب اليوم وهو في الضوء.. قبل أن تقذفه الأخطاء غداً بالظلام.