سعد السعود
في الحياة تعلمنا ألا مطر بلا غيم مهما كان الأمل.. وفي الرياضة أدركنا ألا منجز يتحقق بلا عمل.. إن أردت لؤلؤاً فاغطس بالبحر.. فلا يمكن أن تنعم بالدر وأنت على البر.. انتظار الفرج لا يكون وأنت تسوّف.. وتحقق الحلم لن يحدث وأنت تسيء التصرّف.
مقدمة كان لا بُدَّ منها.. لنعرف لماذا بقينا رياضياً حيث نحن، لم نتقدم شبراً.. ولم نتحرك للأمام ولو يسيراً.. بعيداً عن الفوز الخادع على تيمور.. وبمنأى عن تجاوز فلسطين حيث بالكاد استطعنا المرور.. وبغض النظر عما ستؤول إليه - أمام ماليزيا - الأمور.. ببساطة سبب كل ما نعانيه هو أن الفكر الذي يديرنا هو ذاته.. لا يتعلم من سقطاته.. ولا يحسن القدرة على قراءة الأحداث والمتغيرات ليتجاوز عثراته.. ولست هنا أضع الكرة في مرمى أحمد عيد فقط وإدارته.. بل اني أتحدث عن بحر من الأخطاء منذ سنوات نغرق في موجته.
في ذات الفلك منذ سنين ونحن ندور.. مدرب يأتي ومدرب يرحل ولا يعود.. فرق تسيطر على التشكيلة دون غيرها.. في حين لا أمل لضم أحد من سواها.. لاعب من الأندية إياها يبرز في لقاء.. فيصل بسرعة الصاروخ للسماء.. لنفاجأ مع أول استحقاق للأخضر أنه أول الأسماء.. وإدارة أوهن من بيت العنكبوت.. فأمام الأندية الكبار لا تحسن سوى الصمت أو الهروب.. وكأنها بأيدي بعض الأندية أشبه بالريموت.
مؤلم جداً أن نرى منتخبات سبقناه منذ أعوام.. وقد أصبحت الآن أمامنا تبعد عنّا بأميال.. على الرغم من نقص الكوادر لديهم وشح الخيارات.. في حين ننعم نحن بزخم إعلامي في الفضائيات.. وزخم بشري في المدرجات.. وزخم مالي في المصروفات.. كل شيء نحن أمامهم إلا بالنتيجة.. فلازال الصفر المكعب هو المحصلة لكل تلك الجعجعة.. والتي لم تنتج طحناً منذ عقد وربما أكثر.
سؤال كبير بحثت عن إجابته ولم أجد جواباً ولو أسطر.. أين هي الاستراتيجية طويلة الأجل للأخضر؟! هل هنالك من خطوط عريضة لملامح المستقبل؟ أما أن كل شيء رهين الصدف وحبيس المجهول؟ أيعقل أن نوقع مع مدرب لعام واحد فقط؟ وتصفيات كأس آسيا والعالم تمتد لأكثر من ذلك.. وكأني بالمسؤول وقد توقع الخروج.. أو أن عينه لم تر أبعد من أنفه!
أخيراً، كما بدأت أختم.. فلا يمكن أن تنتظر ربيع المنجزات بلا أمطار العمل.. فلسنا في عصر المعجزات وليس هنالك هبات أو مكافآت لأهل الكسل.. التخطيط بدراية والعمل بإرادة هو الطريق فقط لكتابة اسمك في كتاب الأرقام ومجلد البطولات.. ولذا رأينا منتخباً كويلز مثلاً في عام 2011 في التصنيف الـ 117.. والآن وبعد أربعة أعوام يصل للمرتبة التاسعة عالمياً.. وفي المقابل كان الأخضر يتقدم ويلز قبل الأعوام الأربعة في التصنيف الـ 101 ولم يتقدم طوال هذه المدة سوى 8 مراتب ليستقر في التصنيف 93 بل إنه تدحرج ذات مرة حتى وصل المرتبة 126.. على الرغم من سهولة القارة الآسيوية مقارنة مع وجود ويلز في أوروبا حيث مهد الكرة.. فهل نعي درس رفاق غاريث بيل؟ ونبدأ في معالجة الأمور لعلنا نتلمس معالم السبيل؟ أم نبقى نغني لحن أقوى دوري عربي كلما صافحتنا خيبة للمنتخب لعلنا ننسى هذا الأسى!
على السريع
- ترديد جحفلي وليد ثقافة سيدني.. وخطأ الأول لا يعني براءة الثاني.. والعكس كذلك.. الحكاية باختصار لم تعد الآن كيف تفرح؟ بل أصبحت: كيف تجرح؟!
- إشادة المهنا بحكامه رغم الأخطاء.. يجعل تفاؤلنا بمسؤول تطوير الحكام الإنجليزي هاورد ويب يذهب أدراج الهواء.. كل ما أتمناه أن يتوارى المهنا عن مطبخ التحكيم ولو لشهر.. فربما مع ويب يتغير الأمر.
- الخطوات الجبارة في المركز الإعلامي في نادي الشباب تحسب للأستاذ نايف المطيري وطاقمه وبمتابعة مباشرة من الإدارة.. ولعل آخرها هو تدشين الرسائل الإنجليزية في بادرة تحسب للنادي الكبير.
- عشرة أيَّام فقط وتغلق فترة التسجيل الصيفية أبوابها.. هذه هي الفرصة الأخيرة للأندية لرتق الثقوب التي ظهرت في أول جولتين بالدوري.. ومعالجة النواقص قبل أن تدور العجلة ولا تتوقف سوى في يناير.
- قيام بعض البرامج الرياضية بإثارة موضوعات لا تزيد نار التعصب سوى لهباً من المستفيد من ذلك؟.. فكلما ظننا التعصب غير المحمود تخمد جذوته نجد هناك من يغذيه.. أليس في تلك البرامج رجل رشيد؟!
آخر سطر
من أجمل ما قيل:
الإِنسان الناجح هو الذي يغلق فمه قبل أن يغلق الناس آذانهم.. ويفتح أذنيه قبل أن يفتح الناس أفواههم.