د. عبد الله المعيلي
لا ريب أن إيران عدو شرس، وأن معمميها مهووسون بأحلام يقظة أعمت بصائرهم عن رؤية الحق، وتقييم الواقع، وأنها في شراستها وعدوانيتها تجاوزت كل الحدود، كل ذلك من أجل نشر مذهبها الباطني الصفوي الذي يعد نشازاً مزق وحدة الأمة، واستفز المسلمين في أعز ما يعتقدونه في أهل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام.. ومن أجل ذلك سعت ومازالت تسعى جاهدة في صناعة بؤر تنتمي لها ولاء في كل بلاد المسلمين، لتكون هذه البؤر مخالب قطط تستخدمها إيران في زعزعة أمن هذه الدول، ومصدراً لنشر المذهب الباطني الفاسد الذي لا يتوافق مع الفطرة والعقل الراشد السليم.
لم تعد خافية معاداة إيران الصفوية للملكة العربية السعودية باعتبار المملكة الرأس الأساس في تشكل البيت السني الذي يعد المظلة الكبرى للمسلمين، ويجسد الإسلام الحق الذي بلغه سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وسار على نهجه صحابته والتابعون والسلف الصالح من بعدهم.. فإيران تعلم علم اليقين أن المملكة بسلامة منهجها، وصفاء عقيدتها، وتمكن علمائها، وما تتمتع به من قبول لدى عموم المسلمين، هي الأقدر على الوقوف في وجه شهوة التمدد الصفوي في العالم الإسلامي، وأنه لن يتصدى لخرافاتها، وشهوتها في صناعة بؤر الفساد في العالم العربي والإسلامي إلا المملكة العربية السعودية، لذا لن تألو إيران جهداً في تصعيد عداوتها للملكة، واستغلال الحوادث في تشويه صورة المملكة بهتاناً وكذباً.
إنه قدر المملكة العربية السعودية أن تكون رائدة العالم الإسلامي، وهي رأس الحربة فيه، وبالتالي عليها أن تتحمل مسؤولية الريادة وتبعاتها، وهي وأبناؤها يعلمون علم اليقين أنها قادرة على ذلك -بإذن الله- لاعتبارات كثيرة، يأتي في مقدمتها كونها تجسد الإسلام الحق الذي يقدر على مواجهة خرافات الصفوية وبدعها وخزعبلاتها الساذجة، التي لا يملك العاقل إلا أن يفغر فاه مشدوهاً عندما يسمع تلك الخرافات، التي لا تتوافق مع الفطر السوية السليمة، ولا تتوافق مع العقل الراشد، ولا تتوافق مع المنطق، بل إنها مخالفة لكل ما إنساني وبشري في حياة عامة الناس البسطاء منهم والعلماء.
المستغرب حقاً كيف تصدق هذه المرويات الخرافية الساذجة السخيفة التي لا سند لها ولا أصل، مجرد هذاءات تصنعها خيالات معممين مرضى نفسياً، يقول آية الله مطهري في (الملحمة الحسينية) إن بقاء المعمم على منابر الوعظ وإمكان ترقيته يعتمد على مدى قدرته على إسالة الدموع، وإبكاء الدهماء بصناعة مرويات بكائية حزينة ينسجها من خياله، حيث لا أصل لتلك المرويات ولا أساس.
إن المبالغة في صناعة صورة ذهنية عن إيران، وأنها خطر داهم قادم يهدد أمن المنطقة، ليس في صالح الأمن الاجتماعي، والاستقرار النفسي لأبناء المنطقة، لأن هذا ما تتمناه إيران وتسعى لتحقيقه، حيث إنها تعمل على الدعاية الإعلامية بصورة واسعة جداً، والانهزام النفسي يعد من أوجه الحروب التي من يتفوق فيها، يكسب مساحة أوسع في تحقيق طموحاته وآماله، لا سيما إذا عزز هذا وأكده الخصم المستهدف نفسه.
لذا يجب على وسائل الإعلام وأخص العربية منها ألا تكون عوناً لإيران في رسم صورة ذهنية لها باعتبارها قادرة مقتدرة، بينما حقيقتها أنها جوفاء فارغة، لن تبلغ مهما كانت قدراتها وإمكاناتها، النجاحاتها التي تحلم بها في التمدد الذي تنشده في العالمين العربي والإسلامي.
إيران مجرد بيت عنكبوت، بل هي أوهن وأضعف منه، لم تفلح ولن تفلح حتى في البيئات التي يوجد من يناصرها ويؤيد توجهاتها، لأن ما تنشده خلاف الفطرة بل مضاد لها، فما بالك في البيئات والمناخات التي تكرهها ولا يمكن بحال أن توجد لها وجه واحد من أوجه التوافق والتعايش يسوغ لها الدخول والتمدد.
إن إيران تنفخ في رماد وسوف يتطاير الرماد وشرره في عيونها الحول التي لم تر الحقيقة بعد.