فهد بن جليد
فرنسا قررت أخيراً منح (غرامة مالية) لكل من يرمي أعقاب سجائر في الشارع، العقوبة التي لا تتجاوز - 75 دولاراً - تأتي لمواجهة (الخطر السام) لرمي بقايا السيجارة في الشوارع، كون عمال النظافة يجمعون منها سنوياً، نحو 350 طناً، وهي المخلفات التي تتسبب في تلوث البيئة، وتحولها لمواد سامة خطيرة!.
أما في بريطانيا فقد بدأ - أمس الأول - تنفيذ قرار (حظر التدخين) داخل السيارات التي يوجد فيها أطفال، الغرامة تصل لنحو (50 جنيهاً إسترلينياً)، وهدفها مواجهة تلوث الهواء المباشر، رغم فتح النوافذ، مما يُضر بصحة الأطفال أكثر من 100 مرة من استنشاقهم هواء خالياً من النيكوتين!!.
في السعودية نتعامل مع التدخين بمعايير مُختلفة - تحتاج لإعادة نظر - ففي الوقت الذي كنا فيه من أوائل الدول التي تحظر التدخين في الأماكن العامة (المطارات، والدوائر الحكومية ..) إلخ، يجب أن نعترف أننا من أواخر من طبق هذه المُخالفات، وفعّل المنع، دول عديدة في الغرب والشرق سنّت العديد من القوانين بعدنا، ولكننا اليوم نحاول ( مُجاراتها) في طرق التطبيق!.
اعتقد أننا اليوم نحتاج إلى إعادة النظر في قوانين (حظر التدخين) لدينا في الأماكن العامة، ووسائل النقل، وهو الأمر الذي يتطلب، سن (قوانين جديدة) تتماشى مع المعايير العالمية للصحة، وما خطَته بعض الدول المُتقدمة في مُحاربة (التبغ) بكل أشكاله!.
مُضحك أن تمنع الشيشة في (الأماكن المُغلقة) في جدة مثلاً، لتبدأ المقاهي في تفسير النظام لمصلحتها، والتحايل عليه بوضع أماكن (مُغلقة، وغير مُغلقة) في ذات الوقت، وفي الرياض لا يُعرف هل (المقاهي الشعبية) المُنتشرة شمال المدينة وشرقها، هي بالفعل خارج النطاق العمراني أم لا ؟ كونها مُحاطة بالمباني السكنية؟!.
تعاملنا مع حظر التدخين يبدو وكأنه مجرد (تحليل قسم)، وهو المشروع الذي يحتاج إيماناً، وقناعة تامة، بالضرر الكبير التي تخلفه السيجارة، ونحتاج معه لتشكيل (فريق عمل) مؤمن، ومقتنع تماماً، بأنه يقوم بدور إنقاذ لمعظم أفراد المجتمع، الغارقين والمتورطين في (حبائل السيجارة)!.
العالم كله يتجه (بسرعة) نحو تضييق الخناق على المُدخن في الأماكن العامة، ووسائل النقل، ويتنافس في (مُحاربة السيجارة)، واعتبارها سلوكاً ضاراً، وغير حضاري، فيما نحن - نختبئ - خلف شعارات، وعقوبات قديمة وجامدة، تحتاج لتطوير، وتحديث؟!.
على دروب الخير نلتقي.