ناهد باشطح
فاصلة:
(ينبغي كسر النواة للحصول على اللوزة)
- حكمة يونانية -
اتبعت مدرسة «وايكيكي الابتدائية» في أمريكا نهجاً بديلاً للتعليم يركّز على تنبيه الذهن ويعتبره مفتاح الحل.
المعلم توماس جاكسون هو الذي أسس هذه الحركة غير التقليدية التي تتناقض مع الطرق التقليدية للتدريس وقام بتدريس الأطفال في سن الخامسة دروساً في الفلسفة.
زميلته «ليديا» أيضاً تتعاون معه ويشجعان الأطفال على التساؤل والتعبير عن أفكارهم وتبادل الآراء، بغض النظر عن نوعية الأحاديث، هذا ما يجعل مهارات الأطفال النقدية تتبلور في كافة مراحلهم الدراسية.
الأطفال فلاسفة منذ الصغر ولذلك تشجع سارة غورينغ، أستاذ الفلسفة في جامعة واشنطن تدريس الأطفال الفلسفة لأنهم من وجهة نظرها أن الأطفال يفكرون بطريقة فلسفية منذ الصغر، ويتساءلون بشكل طبيعي كالفلاسفة: أسئلة مثل: ما هي الأرقام ومن أين أتت؟ وكيف يمكن لها الاستمرار. أو ما أسباب الحروب؟
أيضاً في النرويج يشجعون الفلسفة وتجرى مسابقات دولية هدفها تعزيز تعليم الفلسفة في المرحلة الثانوية من خلال القيام بمسابقة يشارك فيها الطلاب من مختلف أنحاء العالم لمعالجة مواضيع مختلفة، لأن المنافسة تشجع على التفكير التحليلي والتبادل الفكري بين المشاركين.
لماذا لا يتعلَّم أطفالنا في المدارس علم الفلسفة؟ ولماذا لا يوجد علم الفلسفة في الجامعات؟
ما الذي نخشاه إذا تأملنا وأمعنا التفكير في الله والإنسان والعالم؟
الأطفال الذين لا يتوقفون عن طرح الأسئلة فهل فكرنا في كيفية بحثهم عن الإجابات وكيفية إيجادها.
الفلسفة تعترف بتعددية الآراء والعقائد ولطالما رددنا أهمية حرية الرأي وقول فولتير العبارة الشهيرة التي أسست فلسفة الديمقراطية بالغرب (قد أختلف معك في الرأي ولكنني مستعد لأن أضحي بنفسي من أجل أن يتاح لك أن تعبِّر عن رأيك وقناعتك).
فما الذي يجعل علم الفلسفة مختلفاً عن قناعاتنا بضرورة التأمل التدبر والإيمان بالتعددية في الآراء واحترام الأديان حتى لا يحظى بالاهتمام في مدارسنا وجامعاتنا.
هذا السؤال يشبه كثيراً من الأسئلة التي تستند على قناعات قديمة قبلناها دون معرفة جدواها في حياتنا.