رقية الهويريني
في الوقت الذي ننعم فيه بالنوم الهنيء، والراحة والطمأنينة والشعور بالأمن في بلد مستهدف من قوى وتنظيمات متعددة ظاهرة وباطنة؛ جاء بيان وزارة الداخلية يوم السبت الماضي في توقيت مناسب جداً، حيث كان في نهاية إجازة عيد الأضحى المبارك وعند الساعة الواحدة ظهراً وتم التنبيه له في وقت باكر، وكان واضحاً وصريحاً ومفاجئاً ! حيث أوضحت الوزارة في بيانها (القبض على سوري وفلبينية يديران معملاً لصناعة المتفجرات والأحزمة الناسفة في حي الفيحاء بالرياض، وفيما تتولى المرأة حياكة الأحزمة الناسفة؛ يقوم الرجل بتجهيز الإرهابيين بها) وكانا على وشك تنفيذ هجوم إرهابي في المملكة!
والمبهج هو قيام رجال الأمن باستدراج الإرهابي السوري إلى خارج نطاق الحي ليُقبض عليه بعيداً عن المسكن الذي تم تشريكه بالمتفجرات حفاظاً على الساكنين! وهو بلا شك عمل أمني جبار وتصرف احترافي يحمل أبعاداً إنسانية بالحفاظ على سلامة أرواحٍ بريئة - تسكن الحي - من المواد المتفجرة.
المؤلم أنّ من يقوم بهذه الأعمال الإرهابية هم وافدون فتحت لهم المملكة ذراعيها للعمل والتماس الرزق، ولكنهم عضوا اليد التي رعتهم والحضن الذي آواهم، وخانوا العهد ونقضوا العقد المتفق عليه بعدم الإخلال بالأمن، وتكالب عليهم الطمع والإغراء المادي من لدن فئة إرهابية. وهذا الأمر جدير بالدراسة، ويستوجب إعادة النظر حول وضع الوافدين ومتابعتهم وتحميل كفلائهم المسؤولية التامة، والتبليغ عنهم حال هروبهم، مع ضرورة البحث عن الهاربين من كفلائهم بجدية من خلال سفاراتهم التي ينبغي أن تتحمل مسؤولية هروبهم أيضاً كيلا تكون بلادنا مأوى للهاربين والمخربين.
وينبغي متابعة أحوال المستأجرين من الوافدين وغيرهم، وعلى المؤجر متابعة عقاره والإشراف عليه كل فترة حتى لا يُستخدم لأغراض التخريب والتخزين المشبوه، كما على الجيران مسؤولية إيقاظ الحس الأمني والانتباه لكل ما يلفت النظر ويثير الشبهة ومن ثم التبليغ الفوري!
وفيما نحمد الله على توفيقه بأن قدّر للأجهزة الأمنية ضبط معمل المتفجرات الخطير، ونشكر رجال الأمن على الضربة الاستباقية للجماعات الإرهابية؛ فإنه قد حان الوقت لإصدار الأحكام بالقصاص والتعزير بالقتل والصلب لأولئك المخربين والإرهابيين الذي تم القبض عليهم بعد محاكمتهم قضائياً، كي يكونوا عبرة لغيرهم لمن يفكر بالإخلال بالأمن والعبث فيه، بعيداً عن التعامل الناعم معهم، فأمن الوطن خط أحمر! وإطالة وقت المحاكمات والمناصحة والتوقيف والسجن لم يَعُد له ما يبرره!
نسأل الله أن يحفظ بلادنا من الحاسدين والعابثين والمخرّبين.