رقية الهويريني
*** لو أجريت دراسة علمية لمعرفة مدى اقتناع الرجل بفكرة التعدد في الزواج وتنفيذها لأظهرت النتائج أن الرجال السعوديين هم أكثر المعددين، ومن لم يعدد فإنه يفكر به أو يتحسر على حاله، سواء بسبب يراه مقنعاً بنظره مثل المزيد من الإعفاف، وتجديد الشباب، والرغبة بكثرة الذرية، أو لأن زوجته لم تنجب ذكوراً، أو لأنها تقاربه في العمر مما سيجعلها عاجزة عن خدمته في شيخوخته، والأغلب الزواج بدون أسباب مشروعة! بل وترى الأدعية من الأحبة بأن يزوجه بكراً، مما يظهر بأن الرغبة في التكرار خصوصية سعودية بامتياز!
*** ما أن تبدأ إجازة رسمية أو فصلية أو موسمية أو صيفية حتى تتجه القوافل لمكة المكرمة بهدف العمرة، وهناك يقضي كثيرٌ من السعوديين جزءاً من الإجازة أو كلها بقرب المسجد الحرام طلباً للأجر والمغفرة، ولا بأس في ذلك حينما تكون في فترات متباعدة، ولكن العجيب أن بعض السعوديين يؤدونها مرتين أو ثلاثاً وأحياناً أربعاً ويخصون شهر رمضان فيها!! برغم مناشدة الحكومة لهم بمراعاة ظروف التوسعة الحالية وعدم مزاحمة حجاج الخارج الذين قد يكونون لم يؤدوا العمرة إلا مرة أو لم يؤدوها قط! ولكنها الخصوصية السعودية بالرغبة الملحة بتكرار العمرة والتحايل بكافة الطرق لأداء فريضة الحج سنوياً، برغم انطلاق وتدشين الحملة التوعوية الإعلامية منذ عدة سنوات (لا حج بلا تصريح)! هذا والرسول صلى الله عليه وسلم لم يحج إلا مرة واحدة في عمره.
*** حينما تجتمع الأسرة لتفكر بالسفر وقضاء الإجازة الصيفية خارج البلاد يقع الاختيار على بلد معين، فيشدون الرحال إليه ويقضون هناك أوقاتاً ماتعة، ويعودون وهم يحملون معهم ذكريات جميلة. وعندما تحل الإجازة القادمة يقررون السفر لذات البلد ويعيدون نفس التفاصيل ويتناولون نفس الأطعمة ويتبضعون من ذات الأسواق ويزورون نفس المتاحف ويركبون القوارب ذاتها ويجولون في الشوارع، وقد يسكنون نفس الفندق! وبعدها يفكرون بشراء شقة في البلد عينه! ويكررون السفر له لأنهم اعتادوا عليه منذ سنوات!! برغم أن فكرة التغيير والتنقل هي المتعة الحقيقية وهي الهدف من الرحلات! لكنها الخصوصية السعودية المتميزة في السفر!
*** حينما يحل العيد تقرر العائلة الكبيرة المكونة من أسر صغيرة الاجتماع في استراحة أو قاعة كبيرة للمعايدة والسلام على بعضهم وتناول وجبة مشتركة، ولكنها لا تكتفي بالاجتماع يوم العيد بل تكرره ثلاثة أيامٍ على التوالي مع نفس الوجوه، وذات الوجبة وفي المكان نفسه!
الرغبة بالتكرار هي خصوصية سعودية بلا جدال!!
*** الطريف أن بعض الشباب يمرون كل صباح على نفس محل القهوة، لدرجة أن العامل صار يجهزها بالمذاق ذاته! يبدو أن الشباب السعودي أيضا يحب التكرار وله خصوصيته أيضا!!