ناصر الصِرامي
أيها العربي الشهم المغرور المتعالي.. بكل كبرياء التاريخ والعروبة ، بكل فشلها وجراحها وخرابها وجنونها، ارفع العقال للصديق للهندي بعد كل هذه العقود من النظرة العنصرية والدونية..
هاهم الهنود يديرون أمريكا... ويقودون العالم، وفيما أمريكا تستورد البترول من الخليج، فهي تستورد العقول من الهند..!
15 % من الشركات الناشئة في وادي السيليكون أنشأها هنود، وهم يشكلون أكبر نسبة من المهاجرين المؤسسين لشركات التقنية، وأعدادهم تفوق المجموعات الأربع التي تليهم مجتمعة (وهم البريطانيون والصينيون والتايوانيون واليابانيون).
بحسب دراسة أجراها البروفيسور «فيفيك وادهوا»، وهو متعهد أعمال وُلد في الهند ويحمل عدة مناصب أكاديمية في جامعات سنغولارتي وستانفورد وديوك بالولايات المتحدة الأمريكية.
تبيّن هذه الدراسة أنه في عموم الولايات المتحدة الأمريكية، تُؤسَّس ثلث الشركات الناشئة تقريباً من قبل الهنود، وهي نسبة تفوق الأعراق السبعة المهاجرة التي تليهم، مجتمعين..!
إنّ أحدث الأرقام المتوفرة تؤكد أن أعلى معدل للدخل السنوي للعائلات يعتبر لدى الأمريكيين من أصل هندي، حيث يصل إلى 86.135 دولار أمريكي مقارنة بمعدل 51.914 دولار أمريكي لمجموع سكان الولايات المتحدة الأمريكية.
ويتولى الهنود حالياً قيادة العديد من الشركات الكبرى، مثل إندرا نووي، الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة بيبسي، وأجاي بانغا رئيس شركة ماستركارد، وأنشو جاين، الرئيس السابق المشارك لبنك دويتشه، لكن الرؤساء التنفيذيين الهنود يتكاثرون حقيقة في سماء التقنية أكثر من أي مجال آخر. اليوم وصل «سوندار بيشاوي» إلى قمة إدارة «جوجل» ، وفي نفس الوقت هناك «ناديلا» الذي يقود «ميكروسوفت».
في قائمة بأسماء أكثر مفكري الإدارة العالمية تأثيراً، وكان من بينهم ستة هنود. واحتلت الهند المرتبة الثانية بعد أمريكا في عدد فلاسفة الإدارة العظماء، بينما احتلت بريطانيا التي استعمرت الهند لعدة قرون المرتبة الثالثة.
فينكتيش شوكلا»، رئيس فرع وادي السيليكون لمنظمة «اندوس لأصحاب المشاريع يقول «إن الثقافة الهندية تساعد على بناء نموذج إداري ناجح.» يعود ذلك من وجهة نظره إلى أن الأمة الهندية تثمّن جداً المنافسة والتواضع الفردي على حد سواء. أضف إلى ذلك أن التنوع متأصل في ذلك البلد، فحتى في قرية صغيرة قد تجد ناطقين بعدة لغات ومؤمنين بعدة أديان، وأكثر من نوع واحد من الطبخ والمأكولات المحلية. هذا الفهم العريق للتنوع يأتي أيضاً من التقاليد الهندية التي تؤمن بوجود حقائق متنوعة ووجهات نظر متعددة.
ويضيف: «إذا كنت قد ترعرعت في الهند، فسوف تعرف بشكل غريزي أنّ الناس مختلفون عن بعضهم، ليسوا متفوقين على غيرهم، مجرد مختلفين. إمكانية الاستفادة من التنوع هي من مكامن القوة هنا في (وادي السيليكون)، حيث لا يهم أية لغة تتكلم أو ما هو مظهرك ما دمت تستطيع الحصول على إيرادات أكثر أو تقدم منتجاً أفضل».
إنه العمل الشاق والاندماج الكلي في العمل، وسرعة التكيف مع المتغيرات، وتحقيق إنجازات عظيمة بموارد محدودة، والتركيز على المجتمع والأسرة والموظفين.
كما نظام التعليم التنافسي الذي يهتم بالرياضيات والهندسة والعلوم. ويتوفر في مدينة حيدر آباد معقل تقني يوفر التدريب والتطوير للشباب، إضافة لذلك ركزت الحكومة الهندية على إنشاء جامعات تركز على تخصصات الأعمال لتكوين قياديين مميزين، كما أن جامعة اى اى تي بومباى العملاقة المتخصصة قي صناعة مهندسي التقنية الهنود، تتفوق على جامعات أمريكية عريقة في مستوى مخرجاتها.
فالأساس يكمن في التعليم والتدريب، تركيز العائلات الهندية على توفير أفضل المدارس لأبنائها نوعية ومستوى.
إضافة إلى أن أنظمة الدولة التعليمية، التجارية والقانونية، تشجع على التطوير والإبداع مما ينتج باستمرار كفاءات متفوقة.. منتشرة في العالم اليوم..