ناصر الصِرامي
لنتذكر جيداً أننا في المملكة العربية السعودية نعيش اليوم حروبا شاملة معظمها مفتوحة على جبهات ومستويات عدة، يظهر ذلك في جبهتنا الداخلية وعلى حدودها وخارجها، مواجهات سياسية وأمنية وعسكرية، لنتذكر ذلك في يومنا الوطني.
انتبه، ليست هذه دعوة ابدا لتخفيف الفرح، بل لإطالته...
لسنوات واجهت السعودية حرباً، بل حروباً مفتوحة مع ارهاب الجماعات الجهادية المسلحة، مليشيات تتعدد اسماؤها لكن قذارتها فظة. وأساليبها دموية لا دينية او إنسانية، إنها حرب مع الإرهاب، الذي أول ما ضرب، وأكثر من هاجم السعودية، والتى ظلت ولاتزال دائما في مرمى إرهابه. لسنوات ظلت المواجهات الأمنية تتطور، وتضرب وترد مستبقة إرهاب ودموية الفعل الفاجر، وحتى اللحظة لم ولن يتوقف شبح محاولات ما قد يتفرخ من الجماعات الإرهابية الجهادية، في كل مرة بعد مرة، بعد مرة..
حرب مفتوحة،لابد أن تتحرك على ما هو أبعد من المواجهات الأمنية الناجحة فقط، بل تصل الى ماهو أبعد، إلى المصدر.،لنتذكر جيدا أن الحديث ذو اتجاه وشق واحد لا يقبل الجدل هو الوطن.
لكن المملكة العربية السعودية انتصرت رغم كل التحديات في معركتها، ولازالت مستعدة ومتأهبة لأى حركة جنون راديكالي مدمر.
الجبهة الكبرى الأخرى هناك، في جنوبنا العظيم، حيث التحالف وحرب مصير لتنقية الأجواء العربية من الغزاة، هناك كانت عاصفة الحزم رمزا وواقعا للردع السياسي العسكري السعودي. ذهب الكثير من الانتصارات ولم يبق إلا القليل الحاسم.. النصر النهائي.
أبطال وشهداء وطن وأمة من هناك، وأذرعه أمنية شديدة البأس هنا، ومن كل امتداد ذرات الوطن، بامتداد الشمال لآخر نجمة في الجنوب، ومن عنق أصوات الخليج العربي، للبحر الأخضر... عفوا.. الأحمر، بعطر خزامى قادمة من حقول ذهب رمال صحراء وطن.
هؤلاء هم عيد الوطن.. عيد ملك، عيد سلمان العزم والحسم والتاريخ، وعيد أمة، هؤلا هم فخرنا، أمننا واستقرارنا تحت راية ملك أعاد لمحة من التفاتة التاريخ للعرب.
ولتتصور بوعي موضوعي قوة وبسالة وبعض من سيرة استقرار الوطن، تخيل لو أى بلد في العالم تواجه حربا واحدة، وتواجه بعض ما تواجهه السعودية من حجم استهداف ومواجهة متنوعة في تكتيكها، لكانت المعاناة واسعة وربما لَخَرَّتْ ساجدة!
لكن السعودية القوية حافظت على استقرارها، بل وفعلت ذلك في كل العقود الثمانية الماضية، والتى لم يخل أى منها من تحديات سياسية وعسكرية وأمنية.
لكن الحقيقة أن الوضع في السعودية اليوم أصعب بكثير من ما سبق، فالبلد تواجه حربها مع الارهاب، وفي نفس الوقت تتولى قيادة التحالف الدولي في حرب إعادة الشرعية سياسيا وعسكريا. أى بلد في العالم لا يمكن له أن يستمر!
لكن في هذه الظروف تبقى السعودية آمنة مستقرة، وتعمل بهمة على تمهيد طرق المستقبل، وحل المشاكل العالقة في الإسكان والخدمات العامة،ثم أمامك قبل أن أنسى التحديات الاقتصادية المحيطة بالعالم. الغامقة الملامح والتوقعات.
لكن كل ذلك يدار بحزم، في إيقاع منضبط بإدارة خبير حكم ودولة، الذي يمارس الآن أحب الأعمال إلى قلبه، خادما للحرمين الشريفين، حيث يتولى رعاية لحظية للحجاج وهم يتنقلون بين مشاعرهم. ويقود إكمال تاريخ التأسيس للمملكة العربية السعودية الحديثة في عامها الـ85، مملكة محتفلة بيوم تأسيس وطن..ليس ككل الأوطان.. فأطيلوا الفرح..