ناصر الصِرامي
«خادم الحرمين الشريفين»، لهذا اللقب الخاص جذور تاريخية، حيث تشير المصادر إلى أن أول من حمل هذا اللقب هو السلطان صلاح الدين الأيوبي في 589هـ.
ثم اتخذ اللقب الخليفة العثماني سليم الأول، بعد أن سمع خطيب مسجد دمشق يدعوه بحاكم الحرمين الشريفين في خطبة الجمعة.
وفي عهد توحيد المملكة العربية السعودية الثالثة، كان أول من استعمل لقب «خادم الحرمين الشريفين» الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله- عندما تمت صناعة ستارة الكعبة في عهده، وكُتب عليها «في عهد حضرة صاحب الجلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، إلا أنه عدل الصيغة المكتوبة، وأمر بتعديلها إلى «في عهد خادم الحرمين الشريفين».
إلا أن الملك فهد بن عبد العزيز كان أول من استخدم اللقب بشكل رسمي عام 1986 ، حين أعلن تغيير لقب «صاحب الجلالة» إلى «خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود». وبذلك كان أول ملك للمملكة العربية السعودية يلقب بهذا اللقب. وحين تولى الملك عبد الله بن عبد العزيز -رحمه الله- الحكم بعد وفاة الملك فهد فضَّل لقب خادم الحرمين الشريفين، الذي فضله لقباً رسمياً، خلافا للألقاب أو الصفات الأخرى مثل، ملك الإنسانية أو ملك القلوب ..الخ..
الجمعة الماضية تعرض الحرم المكي لحادثة مؤسفة بسبب سقوط إحدى الرافعات الضخمة، وهي بالمناسبة بين أكبر الرافعات في العالم والتي تستخدم في أعمال التوسعة والإنشاء. نتج عنه وفاة 107 ، وإصابة 238 شخصاً.
وإضافة إلى العناية الفائقة التي قدمتها المملكة للمصابين، واستنفار كل الجهود الصحية والخدمية والمدنية، فقد منح مستشار خادم الحرمين الشريفين ورئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل للجهات المختصة يومين، من أجل الانتهاء من ترميم المواقع التي تأثرت بعد سقوط الرافعة.
وهذا يعني أن الانتهاء من الترميم سيكون تم أمس الاثنين، الذي من المتوقع أن يصادف أول أيام ذي الحجة، ويكون اليوم الأخير في استقبال الحجاج من خارج السعودية، الذين شارف عددهم على مليون حاج، وفقاً لأحدث إحصائية.
هذا يدل بشكل رسمي على أن الحادثة لن تعوق بأي شكل من الأشكال الحجاج عن تأدية مناسكهم لحج هذا العام، بل إن الدولة تكفلت بتنقل الحجاج المصابين جراء الحادثة بين المشاعر عبر سيارات إسعاف عالية التجهيزات.
اكتملت العناية السعودية في قمتها بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الشخصي إلى موقع الحادثة، وجولته في أرجاء المسجد الحرام التي تضررت من الحادثة، كما زار المصابين في المستشفى.
الملك سلمان أكد أن السعودية في خدمة الحرمين الشريفين، وأنه سيتم الإعلان عن نتائج التحقيق في هذه الحادثة، وأن زيارته لتفقد ما حدث ومعرفة أسباب الحادث.
وقال إن السعودية يتشرف ملكها ليكون خادم الحرمين الشريفين، مقدماً عزاءه «لذوي الشهداء وأرجو لهم المغفرة والرحمة».
الملك سلمان بن عبد العزيز هو الملك السابع للمملكة العربية السعودية، وهو ثالث ملوك المملكة الذين يحملون لقب «خادم الحرمين الشريفين» رسمياً. وهو اليوم يجسد شرف هذا اللقب بالحضور والعناية والمتابعة والاهتمام المباشر.