ناصر الصِرامي
أشرت في مقال اليوم الوطني إلى أننا في المملكة العربية السعودية نعيش اليوم حروباً شاملة، معظمها مفتوحة على جبهات ومستويات عدة، يظهر ذلك في جبهتنا الداخلية وعلى حدودها وخارجها، مواجهات سياسياً وأمنياً وعسكرياً، تذكّرناها بفخر وإيمان باستقرار كياننا الوطني، وسير قطاره نحو المستقبل.. دعوة لا تزال من إجل إطالة الفرح بالوطن..
لكن الأقدار والأحداث لا تتوقف، فقد غيَّبت حادثة تدافع الحجاج في منى وسقوط مئات القتلى والجرحى، نتيجة التدافع، غيَّبت، فرحة المواطنين باليوم الوطني، وكانت أحزانهم ظاهرة بقوة وبألم بالغ عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
حادثة أخرى تتعلق بالفكر الداعشي، حيث تناقل سعوديون فيديو لمواطن سعودي أخذ قريباً له، يعمل عسكرياً وقاده للصحراء لينفذ بيعته ووصية خليفة داعش المزعوم، وكان واضحًا حجم الجهل في خطابه، قبل أن يظهر التسجيل إطلاقه للنار على قريبه الذي ظل يتوسل له حتى أصابته الطلقة الأولى..!
اختفت ابتسامة المواطنين، وهم يتلقون خبر استشهاد ثلاثة من رجال الأمن في حائل، إثر هجوم داعشي غادر.
عيد صعب حلّ فيه العيد الوطني مع عيد الأضحى المبارك هذا العام.
نعم.. لسنوات واجهت المملكة حروباً مفتوحة مع إرهاب الجماعات المسلحة، مليشيات تتعدد أسماؤها لكن قذارتها فظّة.. وأساليبها دموية لا دينية أو إنسانية، إنها حرب المملكة مع الإرهاب، الذي أول ما ضرب، وأكثر من هاجم بلاد الحرمين الشريفين.
لسنوات ظلت المواجهات الأمنية تتطور، وتضرب وترد مستبقة إرهاب ودموية الفعل الفاجر، وحتى اللحظة لم ولن يتوقف شبح محاولات ما قد يتفرَّخ من الجماعات الإرهابية قريباً.
حرب مفتوحة، لا بد أن تتحرك على ما هو أبعد من المواجهات الأمنية الناجحة فقط، بل تصل إلى ما هو أبعد، إلى المصدر..!
عادت الشرعية بفضل قرار الحزم الشجاع إلى عدن، ولن يمر وقت طويل قبل أن تركع صنعاء للشرعية ولقوات التحالف التي ترعاها المملكة بقيادة الملك سلمان، وبالتالي تنقية الأجواء العربية من الغزاة، سُميت عاصفة الحزم، وإعادة الأمل..
شهداء وطن وأمة، وقوة أمنية شديدة البأس هنا وهناك..
هؤلاء هم بعض الوطن.. جنود ملك، جنود سلمان العزم والحسم والتاريخ..
أكدت أكثر من مرة، والآن.. أنه ولتعرف جيداً سيرة استقرار الوطن، بهذا الحجم من المسئوليات والتحديات والحضور على المنصات الإقليمية والدولية، فإن كل ما عليك هو أن تتخيَّل لو أن أي بلد في العالم واجه بعضاً مما واجه المملكة من حجم استهداف متنوع في تكتيكه، وتركيبة داخلية لا تقل تعقيداً، لكانت المعاناة داخلياً أوسع، ولربما خرّت ساجدة!
المملكة تواجه حربها مع الإرهاب، وفي نفس الوقت تتولى قيادة التحالف الدولي في حرب إعادة الشرعية سياسياً وعسكرياً إلى اليمن.. إضافة إلى بعض الأحداث المؤسفة التي حدثت - قضاءً وقدراً - في مكة والمشاعر، والتي أخذتها دول وتيارات للنيْل من سمعة المملكة، عقوقاً بكل المشاريع الجبارة، والخدمات الجليلة والمليارات المنفقة للحرمين، لكنها فرصة سانحة للشحن السياسي والإعلامي والجماهيري الرخيص ضد بلد رعاه الله بالحرمين.. لكنه موقف ليس جديداً أبداً، خصوصاً حين ندرك أن طهران هي راعية الحملة التي تتجاهل كل ما قدمته وتقدمه البلاد للحرمين الشريفين.
في كل هذه الظروف تبقى المملكة آمنة مستقرة، وتعمل على تمهيد طرق المستقبل، وحل المشاكل العالقة، أمام تحديات اقتصادية غريبة التوقعات محيطة بالعالم.
مرحلة صعبة، لكن من حظ هذا التأسيس، وحظ التاريخ أن يكون قائدنا وإدارتها بيد وإدارة خبير حكم ودولة، ربان ماهر يقود وطننا وسط تحديات متلاحقة.. إنه الملك سلمان بن عبد العزيز.