أحمد محمد الطويان
من أجل تكفى التي قالها «المغدور» مدوس العنزي مستجدياً ابن عمه «القاتل» سعد العنزي الذي بايع الضلال، وانتهج منهج الدواعش الإرهابي النتن.. نقول تكفى وتكفى وتكفى يا محمد بن نايف ونرجوك بأن تبقى العزيمة واليقظة لدى رجال الأمن للقضاء على هذا الفكر وهؤلاء المجرمون الذين استهانوا بالدماء وأعماهم الفكر المتطرف الذي غزا عقول عدد ليس بالقليل من شبابنا... فيديو القتل الذي انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي هز السعوديين، بل زلزلهم،
وما كنا نسمع عنه ونرى بعضه، شاهدناه كاملاً وواضحاً في أبشع صوره وأشكاله، ومن لديه تعاطف ولو قليل بعد هذا المقطع الدموي «بالتحديد» يجب أن يكون هدفاً مشروعاً لرجال الأمن.. والحرب على الإرهاب يجب أن نضاعف نجاحاتها الأمنية بنجاحات فكرية تمنع التطرف قبل أن تعالجه لدى المتطرفين، أي نحن بحاجة إلى ضربات فكرية استباقية.
على الصعيد الفكري لم يواجه المجتمع قبل الحكومة مشكلة الإرهاب بشكل سليم كما يبدو، وما زلنا نرى تراخياً غير مبرر، وحسن نية لا يجب أن تكون بهذا الشكل، وخلط غريب أن يحدث في هذا الوقت وبعد هذه الظروف بين التدين الطبيعي والتطرف!
والالتباس وارد خصوصاً عند من تعرضوا للايروسات الحزبية (حتى لو لم يصابوا بالأمراض الحركية)، ولمن كانوا ضحية لخطاب غيّب الوطن من أجل مصالح سياسية.
بداية الثمانينات ظهرت الصحوة «الحركية» وأنجبت متطرفين، لم يهدأ أكثرهم حتى بعد أن هدأ رموزهم «مؤقتاً» .. تلك الحقبة أسست لحالة الطوارئ الدينية «اجتماعياً» وأظهرت على السطح مؤسسة دينية موازية للمؤسسة الدينية الرسمية والموثوقة، وحاولت مؤسستهم المزعومة شرعنة معارضة الدولة في سبيل تحقيق المشروع الإسلامي، وصدقهم بعض الناس (البعض هنا ليس عدد قليل) بالرغم من أنهم يعيشون في الدولة الأولى والوحيدة في العالم التي تطبق قوانين الشريعة الإسلامية ويتشرف مليكها بخدمة الحرمين الشريفين، وفي كل شارع مسجدين أو أكثر، كل هذا لا يعني أنها دولة إسلامية بزعم الحركيين!
مع هذه الموجة ولد الإرهاب الفكري، وتكاثر المتطرفون، وتزايد المؤدلجون، وتنامى المكفرون. وإلى أحداث منهاتن وتغير استراتيجية الإرهابيون في المواجهة، ضربت الدولة بيد من حديد، عندما تحول القول إلى فعل، وانتصرت على الأرض بقوتها الأمنية، وإيمانها العميق بأن الانحراف الفكري الموجود سيدمر كل شيء لو تمكن أو أخذ مساحة أوسع، وتعاطف المجتمع، ولكن المجتمع ليس الغالبية فقط،، هناك مجتمعات صغيرة في كهوف ضيقة تحشر رؤوسها في قماقم، ولا علاقة لها بالمجتمع الكبير، وهناك بالتأكيد سذج لا يفرقون بين الشيء ونقيضه خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالدين.
كنا إلى وقت قريب نعتقد بأن المفرخة الإرهابية تعطلت، وأن أجيال ما بعد 11 سبتمبر ستكون مختلفة ومحصنة فكرياً ودينياً، لأننا التفتنا للجانب الفكري المهمل، ولكن تفاجأ الجميع بالتكفيريين الجدد يتوالدون ويتكاثرون، وهذا يدعو إلى وقفة ومراجعة، خصوصاً إذا ما لاحظنا ضعف الجانب الديني التعبدي لدى هذه الفئة وارتباطها بالخرافة المتمثلة في المسماة «داعش» وبخلافة مزعومة كاذبة. لا نتحدث هنا عن أمن الدولة فقط، ولكن أيضاً هناك جانب مقدم على كل شيء وهو حماية الدين الإسلامي من تلغيمهم وتشويههم، وأعتقد بأن هذا واجب كل مسلم غيور، وصون الرسالة المحمدية بيد الله سبحانه أولاً، ولكن لنا دورا في منع هذه الجرائم التي ترتكب بحق ديننا وعقيدتنا ووطننا.
لا نريد إعادة مآسي الإرهاب التي استعرت في بداية الألفية، ولا نريد أن ننتظر تشكل الفرق والجماعات الإرهابية والتي تجدد جلدها وتعيد بناء تنظيماتها بقيادات مختلفة ولخدمة أهداف متغيرة، يجب أن نضع حداً لهذه الجرائم ذات الطابع الإعلامي، ويجب أن نقضي على سلاح هذه الجماعات التي تولي الكاميرات أهمية تفوق الاهتمام بالرشاشات، وعلى المجتمع الدولي أن يجمع قواه ويتوافق على الوقوف صفاً واحداً في وجه الإرهاب المتجدد.. وأن تكون الجدية السعودية نبراساً يضيء درب القضاء على هذا الإرهاب.
تكفى والتي كما نقول بالعامية (تهز الرجاجيل)، هزت قلوبنا، وأشعلت نيران الغضب في دواخلنا، ولكن ثقتنا في ولي العهد ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف كبيرة ولا حدود لها، ويعرف السعوديون جيداً بأن رجاله الشجعان سيواجهون الإرهابيين باقتدار وستكون المواجهة في الميدان.. وأيضاً يجب أن لا نغفل ميدان الفكر،، فالمعركة اليوم ببندقية وقلم، ومتأكد بأن الرد على الدواعش والمتعاطفين معهم والسائرين على دربهم سيفوق وبمراحل حجم الألم الذي سببه فيديو مدوس -رحمه الله-.
حمى الله سعوديتنا من كل مكروه.