أحمد محمد الطويان
وزيرة الدولة للشؤون الخارجيّة الكنديّة التي رحلت عن 89 عاماً في شهر يوليو الماضي فلورا ماكدونالد ترشّحت عام 1976 لزعامة حزب المحافظين وكانت من بين البارزين في التنافس على زعامة أحد أهم وأكبر الأحزاب الكندية، وخسرت السياسية المخضرمة السباق الانتخابي أمام السياسي جو كلارك، وقالت عن خسارتها مقولة شهيرة «خسرت لأنّ النساء لا يرون أنفسهنّ في دور القيادة فمن الصعب عليهن رؤية امرأة أخرى في دور القيادة».
وهذا الحديث لسياسية فاعلة في دولة تحظى فيها المرأة بدور مجتمعي وسياسي ناضج، وهذا يدعم بلا شك الثقة في المرأة لتمثيل المجتمع، ولكن أصوات النساء لا تذهب للمرأة رغم نجاحها وتجربتها، وبالتأكيد لا يمكننا التعميم ولكنه نموذج ربما يعكس شيئاً عن سيكولوجيا المرأة في التعاطي مع الشأن العام والخيارات المتعلقة بالانتخاب ومنح الثقة في هذا الإطار.
في الكويت التي تعتبر ثقافة الانتخابات فيها هي الأعرق في منطقتنا القريبة، أقر حق الترشيح والانتخاب للمرأة متأخراً بعد شد وجذب وذلك في مايو 2005 ولم تفلح المرأة من دخول البرلمان في دورتين متتاليتين وذهبت أصوات النساء للرجال، وبعض الرجال الذين انتخبوا بأصوات نسائية مؤثرة كانوا من المعارضين لإعطاء المرأة حقوقها السياسية!
هنا في السعودية أعطيت المرأة الفرصة للمشاركة في صنع التأثير السياسي والاقتصادي والاجتماعي من خلال قبة الشورى في المستوى الرفيع للعمل الاستشاري والتشريعي، ومن خلال دائرة العمل المحلي أيضاً بالمشاركة في الانتخاب والترشح في الانتخابات البلدية، ستكون التجربة الأولى هذا العام في الانتخابات البلدية، والأسئلة تتردد حول ما إذا كان آداء المرأة في «البلدي» سيوازي أو يتفوق على دور المرأة الناجح نسبياً في «الشورى»، وهل ستنجح تجربة الانتخابات بعيداً عن السلطة الذكورية التي قد توجه أصوات النساء إلى اتجاهات قبلية؟
سيكون الاختبار الأول ربما لخيارات المرأة السعودية، وسيكون حضورها في المشهد الاجتماعي مهماً ومحققاً لمقصد تمثيلها الذي رغبته حكومة البلاد بقرار تاريخي للملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، ولكن ما مدى تحقق الغاية وما مدى قدرة المرأة خصوصاً بعيداً عن المدن الرئيسة في تحقيق حضور لا ينساق خلف رغبات رجال الأسرة الصغيرة والقبيلة والقرية؟
وهل ستظهر المرأة السعودية في كامل ثقتها بنفسها وبمن يمثلنها في هذا المجلس الذي يتوقع الجميع بأنه سيكون أكثر تأثيراً وأهمية من سابقيه؟ لا أحد يعرف بماذا ستفاجئ المرأة السعودية المتابعين للشأن المحلي.. ولكن المؤكد بأن الجهة المسؤولة عن الانتخابات البلدية في السعودية منحت المرأة الفرصة الكاملة للتعبير عن ذاتها، وحاولت بكل السبل الممكنة محاربة السلوكيات الانتخابية الخاطئة وعلى رأسها القبلية والقوائم المزكاة.
نحن أمام تجربة جديدة ومختلفة، وربما تعطي صورة جديدة لمجتمع يتغير كل يوم.. لست مع الانتخابات في مجتمع يشبه مجتمعنا على الأقل دون وعي إجتماعي كافٍ يحمي عملية الانتخابات من التسييس والأدلجة، ولكن بكل تأكيد الجميع مع التغيير المتوازن نحو الأفضل، خصوصاً عندما يؤثر ذلك بشكل إيجابي في الخدمات وفي تعزيز قيم المواطنة.
وهذا الحديث لسياسية فاعلة في دولة تحظى فيها المرأة بدور مجتمعي وسياسي ناضج، وهذا يدعم بلا شك الثقة في المرأة لتمثيل المجتمع، ولكن أصوات النساء لا تذهب للمرأة رغم نجاحها وتجربتها، وبالتأكيد لا يمكننا التعميم ولكنه نموذج ربما يعكس شيئاً عن سيكولوجيا المرأة في التعاطي مع الشأن العام والخيارات المتعلقة بالانتخاب ومنح الثقة في هذا الإطار.
في الكويت التي تعتبر ثقافة الانتخابات فيها هي الأعرق في منطقتنا القريبة، أقر حق الترشيح والانتخاب للمرأة متأخراً بعد شد وجذب وذلك في مايو 2005 ولم تفلح المرأة من دخول البرلمان في دورتين متتاليتين وذهبت أصوات النساء للرجال، وبعض الرجال الذين انتخبوا بأصوات نسائية مؤثرة كانوا من المعارضين لإعطاء المرأة حقوقها السياسية!
هنا في السعودية أعطيت المرأة الفرصة للمشاركة في صنع التأثير السياسي والاقتصادي والاجتماعي من خلال قبة الشورى في المستوى الرفيع للعمل الاستشاري والتشريعي، ومن خلال دائرة العمل المحلي أيضاً بالمشاركة في الانتخاب والترشح في الانتخابات البلدية، ستكون التجربة الأولى هذا العام في الانتخابات البلدية، والأسئلة تتردد حول ما إذا كان آداء المرأة في «البلدي» سيوازي أو يتفوق على دور المرأة الناجح نسبياً في «الشورى»، وهل ستنجح تجربة الانتخابات بعيداً عن السلطة الذكورية التي قد توجه أصوات النساء إلى اتجاهات قبلية؟
سيكون الاختبار الأول ربما لخيارات المرأة السعودية، وسيكون حضورها في المشهد الاجتماعي مهماً ومحققاً لمقصد تمثيلها الذي رغبته حكومة البلاد بقرار تاريخي للملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، ولكن ما مدى تحقق الغاية وما مدى قدرة المرأة خصوصاً بعيداً عن المدن الرئيسة في تحقيق حضور لا ينساق خلف رغبات رجال الأسرة الصغيرة والقبيلة والقرية؟
وهل ستظهر المرأة السعودية في كامل ثقتها بنفسها وبمن يمثلنها في هذا المجلس الذي يتوقع الجميع بأنه سيكون أكثر تأثيراً وأهمية من سابقيه؟ لا أحد يعرف بماذا ستفاجئ المرأة السعودية المتابعين للشأن المحلي.. ولكن المؤكد بأن الجهة المسؤولة عن الانتخابات البلدية في السعودية منحت المرأة الفرصة الكاملة للتعبير عن ذاتها، وحاولت بكل السبل الممكنة محاربة السلوكيات الانتخابية الخاطئة وعلى رأسها القبلية والقوائم المزكاة.
نحن أمام تجربة جديدة ومختلفة، وربما تعطي صورة جديدة لمجتمع يتغير كل يوم.. لست مع الانتخابات في مجتمع يشبه مجتمعنا على الأقل دون وعي إجتماعي كافٍ يحمي عملية الانتخابات من التسييس والأدلجة، ولكن بكل تأكيد الجميع مع التغيير المتوازن نحو الأفضل، خصوصاً عندما يؤثر ذلك بشكل إيجابي في الخدمات وفي تعزيز قيم المواطنة.