ناصر الصِرامي
جمع مركز أرشيف الصور والأفلام التاريخية في دارة الملك عبد العزيز 190 ألف صورة فوتوغرافية، و 7300 مادة فيلمية تناولت تاريخ المملكة العربية السعودية منذ مراحل بناء الدولة ، وضمّت صوراً للملك عبد العزيز وأبنائه، الصور التي تعود لنحو 77 عاماً، يظهر فيها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مع الملك عبد العزيز.
وفي تواصل تاريخي ملفت، ظهر الملك سلمان بن عبد العزيز، باستمرار في كل الصور - تقريباً - التي تجمع ملوك الدولة السعودية الثالثة في مناسبات رسمية مختلفة ، ومن عهد الملك سعود ، ثم الملك فيصل ، ومن بعده الملك خالد ، يليه الملك فهد ، نهاية بالملك عبد الله - رحمهم الله جميعاً -، فقد ظل سلمان بن عبد العزيز جزءاً من الحدث والمناسبة بشكل حاضر طوال توليه أمارة العاصمة الرياض التي امتدت لعقود، وما شملها وتبعها من مسؤوليات وأدوار رئيسة في إدارة الدولة وعلاقاتها الداخلية والخارجية.
ومن سن الثالثة من عمره تنقل الصور الملك وهو جالس - في ذلك الزمن - بجوار والده الملك عبد العزيز أثناء إلقائه كلمة في حفل استقبال رؤساء وفود الحج ، في مدرسة السياسة ، مدرسة المؤسِّس من نبعها الأصلي مباشرة ، حيث تعلم من القيادة من مدرستها الأولى.
صور تمر عبر فترات زمنية متفاوتة من عمر الدولة السعودية الثالثة، في ظل ملوكها السابقين، تعكس حضوراً فاعلاً للملك سلمان في تلك المراحل ، وهو اليوم الملك السابع للدولة السعودية الثالثة ، وهو الذي عيَّن لأول مرة ، ولياً للعهد ، وولياً لولي العهد من جيل أحفاد المؤسس ، ودفع بالشباب لواجهة المسئوليات الوطنية ، مع مزج للخبرات بحيوية الشباب في إدارة الدولة وجهازها التنفيذي في قمة الهرم ، وهو ما جعل الكثير من المراقبين والمتابعين يَرَوْن في الملك سلمان بن عبد العزيز المؤسِّس للدولة السعودية الرابعة ، مرحلة الأحفاد ، وأحفاد الأحفاد .
ملك متمرس بالحكم والعلاقات العامة والصحافة وفن الإدارة ، من مدارس متشعبة ، إنه الحد الثابت في بيت الحكم السعودي، الملك ، لا يمكن لأحد أن يتجاوز القواعد الأساسية، في الملك العدل والرمز والقوة ، ومملكتنا السعودية هي هويتنا الحديثة ، وهى ترتبط حولها الأمة ، في المملكة العربية السعودية ، أقصد هنا تحديداً بـ «الأمة السعودية» ، والتي أصبحت الرمز الحديث لمكوّننا الجغرافي الوطن ، والملكية أساسه وحارس وحدته وحده.
ملامح عدة من الشخصية الفذة للملك التاريخي سلمان بن عبد العزيز الذي استطاع تسجيل الكثير من الإنجاز والدروس الإدارية والعمل الخيري والإنساني أن يجمع بنجاح كل المجالات والخبرات ، لملك متمرس بالحكم.
في استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بالبيت الأبيض، كسر الرئيس الأميركي باراك أوباما البروتوكول وقام باستقبال الملك أمام بوابة الجناح الغربي في البيت الأبيض في تصرف عدّ نادراً. كانت قمة استثنائية يمكن أن تقرأ الفارق في تفاصيلها ، وفي مقارنة زيارات رؤساء وزعماء آخرين لواشنطن.
ومن واشنطن قال سلمان الملك كلمات أراحت السعوديين « لسنا محتاجين لشيء ، بلدنا مستقر ، لكننا نريد الاستقرار لمنطقتنا».
كان الملك يتحدث برؤية مختصرة ومباشرة وواثقة تشرح مرتكزات السياسة الخارجية (... السلام والسِّلم العالمي ومحاربةً الإرهاب .. ).كما إيجابية التعاون والعمل مع الولايات المتحدة الأمريكية.
واضح ثقل الملفات التي حملها الجانبان ، وواضح أيضا حجم الاتفاق المشترك ، في جملة قضايا المرحلة وفي مقدمتها الإرهاب والدفع الاقتصادي.
حضور الملك سلمان وحديثه من البيت الأبيض ، أعطى إشارة لا تقبل الجدل، فالسعودية ستبقى حاضرة مستقرة ومؤثرة وتعرف كيف تحرك أوراقها مع الحلفاء..كل الحلفاء..!