خالد الربيعان
في عالم التسويق الرياضي توجد كنوز بمعنى الكلمة إذا وقفنا عليها، تغني عن مجلدات كاملة في علم الاقتصاد والنهوض بالشعوب، من تلك القصص العجيبة في كيفية نهوض شركة من دكان لصناعة الأحذية - إلى أكبر شركة في العالم في هذا المجال، شركة تساوي ميزانية دولة، وتتدخل في كرة القدم وكواليسها بشكل غير معقول، تلك الدولة الصغيرة هي « أديداس».
كان آدي داسلر، الإسكافي الألماني الشاب يصنع أحذية الجري الذي يعشقه في مطبخ منزله!، بمرور السنوات ساعده أخوه وشاركه، كانا يجهزان الرياضيين الألمان في اولمبياد 1928 و1936 بالأحذية، لتعرفوا ما يمكن لشركة ربحية رياضية ان تؤثر يجب ان تعرفوا ما حدث في كأس العالم 1954 بسويسرا.
خسرت ألمانيا من المجرالرهيبة بقيادة بوشكاش في دوري المجموعات بثمانية أهداف، مدرب ألمانيا عرف ان السبب هو الأرض الطينية للملعب بسبب الامطار الغزيرة، أرسل لأدى داسلر يطلب منه عمل أي شيء هنا مدرب منتخب وطني يطلب مساعدة شركة وطنية - آدي قام باختراع غير مجرى التاريخ، ثقب نعل الحذاء 6 ثقوب، ادخل فيها 6 مسامير وصامولة لكل مسمار، النتيجة هي انه غير شكل حذاء كرة القدم إلى الآن!، والنتيجة هي فوز ألمانيا بكأس العالم بعد فوزها على المجر في النهائي وسط أمطار رهيبة وطين كان يسقط فيه المجريون كالأطفال، ويتماسك الألمان كالماكينات.
أديداس اختصار لاسم مؤسسها « أدي داسـ لر «، دخلت الشركة الوطنية البورصة العالمية عام 1998، واليوم تساوي 17.1 مليار دولار!!، أي انها اغنى من جميع دول قارة أفريقيا!، تتدخل اديداس الآن في كل شيء بالعملية الرياضية، فرئيسها يصرح للصحافة العالمية بترشيحه لبلاتيني لرئاسة الفيفا!، وهي أهم ممول للأندية!!
أبرمت عقدا مع بايرن ميونيخ حتى 2028، وهي مولت مانشستر يونايتد بـ مليار دولار! - أي بمقام 1000 عضو شرف! وهي تتدخل في اختيارات أفضل لاعب في أي بطولة كبرى لكأس العالم أو بطولات قارية لأنها راعية الجائزة وهي الشريك الرسمي للفيفا في تنظيم البطولات.
بجانب ذلك أديداس هي الراعي الرسمي لمنتخب بلادها وتغنيه عن أموال الاتحاد والمتبرعين وتصنع له قمصانه!، ما لا يعرفه كثير منا أنها تقوم بصنع منتجات أخرى كالحقائب وساعات اليد والقبعات والنظارات والجوارب والحقائب والعطورات.
سؤال المقال وكل مقال!، هو هل يمكن لنا أن نرى شركة وطنية سعودية باسم مميز وماركة عالمية؟؟، تؤثر في العملية الرياضية على أحدث أفكار التسويق الرياضي؟ وأنا أقول ممكن.
نعم يمكن لأي سعودي أن يبدأ شركته وأن تكبر ـ وأن نعتمد عليه بدلاً من تصنيع كل قمصان الأندية والمنتخبات عبر شركات أجنبية ونبقي تحت رحمتها، ورحمة غيرها من ديناصورات التسويق الرياضي.
310 ملايين دولار
الآن خبراء التسويق بأديداس جعلوا لها دوراً في رسم خريطة كرة القدم كما قلنا، ما لم أكن أتخيله هو ان تكون « أديداس» وكيل لاعبين رسميا!، فهي صرحت انها مستعدة لتمويل صفقة انتقال ميسي إلى مانشستر يونايتد لو أراد اللاعب، خاصة في ظل المبلغ الرهيب الذي يطلبه برشلونة - 310 مليون دولار! - وقالت: إنها مستعدة لإنجاح المفاوضات مع برشلونة، لأن ميسي أهم لاعب يقوم بالترويج لمنتجاتها.