خالد الربيعان
في كرة القدم ليست الصورة دائماً بمثل ما نراه من البساطة، خلف حركات اللاعبين، وصرخات المدربين، وصيحات المشجعين، هناك حركة أخرى لا تقل زخماً بل تزيد، كواليس النجوم والمدربين لا يحركها غير المال، لهذا المال رجال لا يظهرون بالصورة، يحركون جميع الخيوط، يعرفهم اللاعبون والمدربون بالاسم، عالم التسويق الرياضي لا يستقيم بدونهم !
خورخي مينديز، أحد أهم هؤلاء، وهو رجل هذا العهد من المال الرياضي، يكفي أنه وكيل أهم مدرب في العالم مورينهو وأهم لاعب في العالم رونالدو!
هو أهم وكيل لاعبين في العصر الحديث، برتغالي الجنسية، له حق وكالة 15 لاعبا من إجمالي 22 لاعبا بالمنتخب البرتغالي! هذا الرجل حاز علي جائزة أفضل وكيل أعمال رسمياً لثلاثة أعوام متتالية، وبلغت أعماله أن أسس شركة لوكالة اللاعبين تسمى جستفيوتGestiFute، هذه الشركة تربح سنوياً ما يزيد عن 200 مليون يورو !
لهذا الرجل قصة ناجحة مثالية في عالم التسويق الرياضي، حيث أثبت أن نبوغك في التسويق الرياضي قد لا يعتمد على معلوماتك الكروية إطلاقاً ! فهذا الرجل بدأ من خلال عمله كصاحب ملهى ليلي! تعرف فيه على حارس البرتغال الشهير وقتها نونو سانتو وساهم في انتقاله إلى»ديبورتيفو» الإسباني ثم بورتو، ومن خلال علاقته الشخصية الناجحة بمسئولي الفريقين كبر عمله للغاية، حيث أصبح وكيلاً لأسماء مثل كواريزما وكارفالهو وباوليتا !
كانت النقلة عندما تعاقد مع مراهق يبلغ 17عاماً، ساهم في انتقاله الى سبورتنج لشبونة، كان هذا الفتى هو كريستيانو رونالدو! كانت عمولاته من رونالدو حتى انتقاله الى مانشستر 1.2 مليون استرليني، ولمعرفة من يحرك الخيوط في عالم كرة القدم يكفي أن نعرف أنه هو صاحب الرغبة لانتقال رونالدو الى يونايتد بدلاً من أرسنال لمجرد القيمة المالية الأعلى!
الأمر ذهب لأكثر من ذلك، فهو صاحب الصفقة الأعلى في التاريخ بانتقال رونالدو الى مدريد، وهو صاحب انتقال مورينيو الى تشيلسي، جمع مينديز عمولات بقيمة 508.5 مليون جنيه استرليني، وهي ميزانية ناد كبير! من صفقات عملاقة قد لاتصدق أنها كلها له !
فبجانب رونالدو (80 مليون استرليني) كان هناك دي ماريا الى مدريد (25 مليون) والآن الى باريس سان جيرمان، بيبي الى مدريد (20 مليون)،كارفالهو الى تشيلسي (20 مليون) ,ديكو الى برشلونة (15 مليون), تياجو سيلفا الى سان جيرمان (25 مليون)، فالكاو الى موناكو (55 مليون) جيمس رودريجيز الى موناكو (30 مليون) !
نفوذ حول العالم
مينديز الآن أصبح دولة في عالم كرة القدم, شركته تزيد أرباحها وتعاملاتها، يمتلك تعاقدات أكثر من 200 لاعب ونجم من الطراز الثقيل، بالإضافة الى عدد كبير غير معروف من التعاملات مع اللاعبين الصغار والناشئين الواعدين تحت 17 عاماً ! هذا الرجل وأمثاله يحركون أحداثاً كثيرة في عالم كرة القدم، ونفوذه ربما يكون أعلى من أشخاص بحجم رئيس الفيفا، بفضل مبادرته وعلاقاته واتخاذه لباب التسويق الرياضي للدخول إلى عالم كرة القدم!