فهد بن جليد
لا توجد دراسة تحدد كم من الوقت يقضيه الطفل السعودي أمام (شاشة الكمبيوتر)؟ بالمقابل يتعامل الطفل في أستراليا مع الحاسب الآلي في المدرسة بمعدل 58 دقيقة في اليوم الدراسي، وفي اليونان 42 دقيقة، وفي السويد 39 دقيقة بينما تتسارع بقية الدول -خصوصاً النامية- لمنح الطلاب فرصة أكبر للتعامل مع الحاسب الآلي، بدلاً من التعلم بالورقة والقلم!.
الجيل الحديث ينجذب نحو برامج الكمبيوتر أكثر من سابقه، ويتعلق بالأجهزة الحديثة يوماً بعد آخر، وهذا لا يكون فقط في العملية التعليمية، بل حتى في برامج التسلية والترفيه التي حلت محل الألعاب الجسدية والتقليدية التي تزيد من تنمية مهارات الطفل، وبناء جسمه بالشكل السليم!.
الكثير من (الأسر) تكتفي فقط بالتخوف من تعلق أبنائها بهذه الأجهزة، ولكنها بالمقابل تزيد من توفيرها بين أيدي الصغار!.
المعلومة الصادمة قدمتها (دراسة غربية) هذا الأسبوع تقول إنه ثبت أن (الكمبيوتر) لا يُساعد في تحسين أداء الطلاب في الصفوف الدنيا، بل إنه على العكس يتسبب في تعطيل قدراتهم، واعتمادهم على حل العمليات الحسابية بطريقة (غير فعّالة) تُعيق العملية التعليمية الصحيحة؟!.
المُشكلة في علاقة الصغار بأجهزة الحاسب خارج إطار المدرسة، وتعلقهم بها طوال اليوم للتسلية واللعب، نحن نعتقد أن تعلم الأطفال على التعامل مع الكمبيوتر يزيد من قدراتهم التعليمية والذهنية على اعتبار أن الحاسب هو (لغة العصر)، والصحيح أن هناك فرق كبير بين تعلم استخدام الحاسب (كمرحلة ثانية) بعد طريقة (التعلم التقليدية) التي تُنشط الذهن، وتوسع المدارك التفكيرية، ليحتفظ العقل بأدبيات التعلم، بدلاً من تعطيلها، عند الاكتفاء بالضغط على (الأزرار)!.
الدراسات السابقة أخبرتنا أن التعامل مع أجهزة الحاسب يساعد الأطفال على تنمية مهارات وطرق التفكير، ومعرفة التخطيط السليم، وإكساب الثقة بالنفس بالتوصل للحل الصحيح بشكل سريع، مع طرق التحكم في الماوس، والتعامل مع البرامج الآلية، ولكنها تكتفي في ذات الوقت -بالتحذير من المصاعب الخاصة- التي يخلفها الإدمان على الحاسب الآلي، وهو ما يترك المجال مفتوحاً للبحث في هذه المسألة بطُرق علمية ؟ والاعتماد على دراسات مُستقلة لا تمولها شركات التصنيع والبرمجة؟!.
الغرب أدرك هذه المخاطر، وبدأ في تقنين تعامل الأطفال مع هذه الأجهزة والتقنيات (بالطرق المُثلى) بحثاً عن نتائج إيجابية، ولكن ماذا عن أطفالنا؟! وعلى من تقع المسؤولية؟ ونحن لا نعلم أصلاً، كم من الوقت يقضونه معها؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.