صيغة الشمري
لفت انتباهي من خلال بعض ما يصلني عبر (الواتساب)، وعبر الشبكات الاجتماعية، بعض المقالات والصور والرسومات التي تخاطب وتلعب على غرائز البسطاء لبث البلبلة والتحريض، ونشر الاحتقان بين أفراد المجتمع. وكل ذلك من الحقد والحسد الذي يكنه لنا أعداء بلادنا، الذين أحرق قلوبهم تماسكنا حول قيادتنا وولاة أمورنا - وفقهم الله -، ورفضنا أي فوضى، وسد الباب أمام كل ما من شأنه يفقدنا الأمن ويجعل دماء أبنائنا رخيصة، ويصبح القتل من
باب العبث في الشوارع لا سمح الله. والحقيقة أننا كمجتمع سعودي وخليجي أصبنا الأعداء بمقتل، وجعلناهم يعيشون في حيرة، ودحرناهم؛ ليذهبوا إلى أوكارهم المظلمة؛ ليعيدوا حساباتهم التي كانوا خلالها يتوقعون سهولة انجرافنا خلف إعلامهم الحاقد أو دعاياتهم المغرضة. ذهب الحاقدون والمعادون لبلادنا إلى خطط جديدة بعد أن فشلت خططهم ودسائسهم لنشر الفوضى في شوارع بلداننا؛ لينتهجوا خططاً تحريضية جديدة، بعضها ما هو خفي وعميق، وبعضها ما هو سطحي وساذج. رسائل تحريضية إعلامية، وضعت بدقة وعناية لاختراق مختلف المستويات من العقول، من حملة الدكتوراه والشهادات العليا إلى المواطن البسيط الذي لم ينجز الشهادة الابتدائية. هناك حملة تحريضية منظمة وشرسة ضدنا، تبدأ من التحريض المذهبي، والتحريضي القبلي، والتحريض المناطقي، والتحريض السياسي. عندما تتأمل في هذه المقالات أو الصور تجد أن هناك تعمداً واضحاً لإيهام المواطنين بأن الذين قام بكتابة هذا المقال أو تركيب المقاطع إنما هو مواطن أو فرد من أفراد هذا المجتمع، وعندما تبدأ بالتدقيق وتتبع بعض الثغرات من خلال استشارة أصحاب الخبرة تجد أن من قام بكتابة هذه المقالات أو الصور أو المقاطع جهة معادية لبلادنا، لديها أجندة إعلامية معادية، بعضها على المدى القريب، وبعضها على المدى البعيد، مثل تلك الصورتين اللتين تم خلالهما دمج صورة جندي يحمل سلاحه على كتفه في ميدان المعركة والشرف، وبين لاعبي كرة قدم مجتمعين حول صحن ذبيحة، في قصد واضح للتحريض واستغلال بعض العقول السطحية لتمرير المقارنة غير المنصفة عليهم وعلى عقولهم التي لا يمكن أن تتصور أن هذه الصور تم تركيبها بطريقة القصد منها التحريض وإثارة البلبلة من جهة، أو أشخاص يحقدون على مجتمعنا، ولا يريدون لنا أن ننام في بيوتنا آمنين. رواتب اللاعبين مثل أسعار مزاين الإبل، وبعض أنواع الماعز، وبعض أجواز الحمام، وبعض أنواع التمور (التمور لحقت مؤخراً)، ليس لدولتنا ولا لحكومتنا دخل في زيادة أو نقص أسعارها؛ لأنه شأن يخص مواطنين يملكون الحرية الكاملة في التحكم بهذا النوع من التجارة. راتب لاعب الكرة وسعر الناقة وغيرهما هذا شأن لا شأن للدولة فيه، وهو خاضع للعرض والطلب، فمثلما هناك لاعبو كرة قدم يستلمون الملايين من الريالات هناك لاعبو كرة قدم فقراء جداً، يحسدون هذا الجندي البطل على راتبه ووظيفته الحكومية التي تحمل من الشرف والعزة والكرامة أعاف ما تحمله أي وظيفة أخرى. علينا أن ننتبه هذه الأيام من كثرة حملات التحريض ضد بلادنا وحكومتنا؛ فنحن بلد مستهدف، ولن نهزم أعداءنا إلا بتكاتفنا ووحدتنا صفاً واحداً خلف قيادتنا، وتأجيل كل خلافاتنا الداخلية لحين دحر أعداء الخارج بإذن الله.