صيغة الشمري
أحياناً تكون في حالة نفسية لا تسمح لك بالكلام فما بالك بالضحك، فتقرأ ما يجعلك تضحك تحت بند (شر البلية ما يضحك)، تضحك ضحكاً مريراً تتخلله رغبة عارمة في ضرب رأسك بالجدار أو ضرب الجدار بأي شيء يمتص منك طاقة الغضب واليأس التي تجتاح عظامك، كثير من حالات الغضب العارمة لا تستطيع الخروج منها غير بعد أن تكسر نصف أواني المنزل، لكني لا أنصح أخواتي بفعل ذلك؛ لأنه عند قدوم ولي أمر البيت ستجدين نفسك مضطرة لكنس كل ما قمت بتكسيره في البيت، وسيكون منظرك أمام نفسك محرجاً وأنت تلعنين في داخلك اللحظة التي صدقت فيها ما تشاهدينه في الافلام والمسلسلات.
تغضبني تلك الأخبار المحلية التي تستغفلني مثل شخص يكذب عليك ويعرف أنك تعرف أنه يكذب، ورغم ذلك يستمر في كذبه، تلك الأخبار التي تندرج ضمن قائمة التهاويل والتزييف ،مثل أن يأتي رئيس وفد ياباني ويشيد بما نملك من تطور تكنولوجي، أو وزير زراعة سويسري (مع اعتقادي ان الزراعة في سويسرا ربانية لا تحتاج الى وزارة أو وزير) ويشيد بنهضتنا الزراعية، مثل تلك الاكاذيب التي كان يسوقها بعض الصحفيين الرياضيين عندنا بعد زيارة ناد او منتخب عالمي يكتبون على لسان مدرب الفريق العالمي أو نجومه ما يريدون من اشادات في نجوم ناديهم المحلي، مثل هذه الأخبار التهويلية ما قرأته قبل أيام مفاد الخبر تأسيس شركتين برأس مال 6 مليارات للقيام بالمسؤولية الاجتماعية، طبعاً هذا مقترح مطروح على ورق لكن الصحف استعجلت في نشره لتداعب احلامنا وتختبر تفاؤلنا وربما تختبر مدى عزوفنا عن قراءتها فأصبحت تنشر أي خبر لجزمها انه لن يقرأ، مثل القناة السعودية الأولى التي لم تكترث لخبر استشهاد المئات بعد سقوط رافعة في صحن الحرم المكي الشريف لظنها ان لا أحد سيلاحظ ذلك؛ لعزوف الناس عن مشاهدتها.
دعونا ان لا نخرج من الموضوع ونعود لخبرنا المضحك المبكي، أصل الحكاية أو الخبر أن مسؤولا في إحدى الغرف التجارية في السعودية من شدة ما يعانيه من فراغ اقترح على نفسه أن يقترح علينا انشاء شركتين وليس شركة واحدة لدعم مشاريع المسؤولية الاجتماعية، في تصريح ناري نشرته الزميلة الاقتصادية قال فيه: (إن الشركات مقصرة في المسؤولية الاجتماعية ولابد أن يكون لنا رابط نؤكد من خلاله أن المسؤولية الاجتماعية أصل في حياة التاجر والشركة والمؤسسة)، كلام منمق وجميل واحلام سعيدة لن يتم تحقيق ربعها او نصفها ولو بعد ألف سنة، الحقيقة ان الشركات ستستمر مقصرة في حق المواطن والوطن، ولن تتقدم المسؤولية الاجتماعية قيد أنملة في مجتمع أغلب شركاته تزيف القوائم المالية للهروب من الزكاة وتريد أن تسرق آخر ريال في جيب المواطن دون أدنى احساس بالمسؤولية الاجتماعية،كيف نحيي ناموس وفصيلة المسؤولية الاجتماعية ونحن نفقد ثقافة الاحساس بالاخر؟.. كيف وجمعياتنا الخيرية ماهرة في جمع الأموال وفاشلة في توزيعها على مستحقيها؟!.
أتمنى من كل مسؤول عندما يجد نفسا بلا عمل ومل من وقت الفراغ أن لا يداعب احلام المواطن بمستحيلات وتهاويل توازي استحالتها فوز السعودية بكأس العالم لكرة القدم!.